بعد أن انتهى كل شيء في الزقاق، عاد ريو ورين إلى النزل بصمتٍ ثقيل. الأجواء كانت مشبعة بالغضب... لكن ليس أي غضب، بل غضبٌ متجمد في الأعماق، كأنه ينتظر الانفجار.
كانت يوي تجلس على السرير، تنظر للأرض، أنفاسها هادئة، لكنها محطمة.
ريو اقترب منها بلطف وسأل:
"يوي… من كانا؟"
سكتت للحظة، ثم رفعت رأسها، ونظرت بعينين خاليتين من الحياة:
يوي (بصوت خافت):
"...كانا من مبعوثي ملك فالوريي…"
سكتت قليلاً، ثم ابتلعت غصتها.
يوي:
"...كنت عبدةً له… لم أكن إلا لعبته المفضلة… يُطعمني ما تبقى، يستخدم جسدي متى شاء، يرميني في الزنزانة عندما يمل…"
سقطت دمعة واحدة، ثم أكملت بابتسامة حزينة:
"هربت... واعتقدت أنني قد بدأت حياة جديدة…"
---
لحظة الانفجار
توقفت أنفاس رين.
حوله، الهواء بدأ يهتز، والجدران تشققت، والنوافذ تحطمت تلقائيًا. ظلالٌ كثيفة تسربت من جسده، سوداء كالعدم.
نظره واحدة منه كانت كافية لجعل الأحياء يتمنون الموت.
ثم وقف، ورفع رأسه نحو السماء… وحضوره انفجر.
المدينة بأكملها تجمدت.
الناس سقطوا أرضًا وهم يرتجفون، الحيوانات اختبأت، وحتى السماء اختنقت من الرعب.
كما....كما لو انه ملك التنانين بنفسه ضهر.
---
ريو (بهدوء):
"لا تستعجل. دمرهم ببطء."
أومأ رين، وابتسم…
ابتسامة شيطانية… بعينين لا تحملان سوى الشر.
رين (بصوت كأنه من أعماق الجحيم):
"كما تشاء... سأنسج نهايتهم بخيوط العذاب."
---
خطة الشيطان
تذكّر رين… بعد أن أكل فاكهة "فاريس"، تلقى معلومات غريبة، معرفة منسية… وعرف أن هناك عداوةً أزلية بين مملكة "فالوريي" والمملكة العظمى المجاورة "كاروجين".
وفي لحظة… خطرت في ذهنه خطة شيطانية.
رين (يفكر):
"لا حاجة للقتال المباشر… سأجعلهم يدمرون أنفسهم…"
---
اليوم التالي – داخل قصر فالوريي
كان مستشار الملك ينتظر في غرفته حين فُتح الباب فجأة.
المستشار:
"من هناك؟!"
لكن لم يتلقَ جوابًا… سوى سيف يخترق قلبه من الخلف.
رين كان هناك، مغطى بالظل، أخذ هيئة المستشار بدقة، وأعاد إغلاق الباب بابتسامة هادئة.
ثم بدأ يعمل.
بدأ يهمس في أذن الملك كل ليلة، كلمات مملوءة بالسم:
"كاروجين تُخطط للهجوم."
"لقد أرسلوا جواسيس إلى عاصمتنا."
"الوقت قد حان لنثبت أننا الأقوى."
ومع كل كلمة، كان الشر يتسلل إلى عقل الملك… حتى انفجرت شرارة الحرب.
---
شهرٌ من الجحيم
اندلعت الحرب بين المملكتين… نار ودماء، جثث وجيوش، السماء امتلأت بالدخان.
وفي كل خطوة… كان رين يُراقب من الظلال، يبتسم في الظلام، يستمتع بانهيارهم.
وأخيرًا… سقطت مملكة فالوريي.
دُمرت جيوشها، واحترق قصرها، ولم يبقَ إلا الملك الجبان، جالسًا على عرشه المرتعش، لا يعلم أن نهايته تقترب.
---
لقاء النهاية
فتح باب العرش الكبير…
ريو دخل، خطواته ثقيلة… لكن هادئة.
نظره واحد كفيل بتمزيق الروح.
ريو (ببرود):
"ذلك هو جزاء من يلمس عائلتي."
الملك لم يتحمل… وسقط مغشيًا عليه من شدة الرعب، يتبول على نفسه.
لكن قبل أن يقتله ريو… ظهر رجلٌ خلفه.
حارس ملكي، أقوى مقاتلي المملكة، وابتسم بثقة.
الحارس:
"لن تصل إليه—"
لكن فجأة… سكت.
ريو لم يتكلم… فقط التفت بنظره جانبيّة، ثم همس:
"من هناك؟"
ثم… اختفى.
ظهر أمام الحارس في لحظة، اخترق حاجز الصوت، وصوته تأخر عن جسده بثانية.
ريو (بابتسامة دموية):
"...كاغوتسوتشي."
أخرج سيفه بسرعة الضوء.
قَطع.
وقف خلف الحارس، السيف مغطى بالدم.
الحارس (يرتجف):
"...مستحيل... ما الذي…؟"
شعر بشيء دافئ ينزل على رقبته.
تبول على نفسه من الخوف.
لكنه لم يدرك أنه قُطع رأسه... حتى رأى جسده يسقط أمامه.
---
نهاية العرش
اقترب ريو من الملك فاقد الوعي، نظر إليه بازدراء، ثم قال:
"أنت لا تستحق الموت على يدي… بل ستعيش كجبان، تُلاحقك لعنة الخوف."
غادر القاعة… والعرش الفارغ خلفه.
---
يتبع…