شهر.
شهرٌ صمتت فيه السماء، واحترقت فيه الأرض.
شهرٌ تناثرت فيه جثث الوحوش، واستعاد البشر أنفاسهم المقطوعة، لكن قلوبهم بقيت في حذر…
لأن الملاك الحارس، التي أنقذت الجبهة الغربية، اختفت فجأة.
يوي…
الجميع قال إنها ماتت.
آخرون قالوا إنها هربت.
لكن الذين عرفوها حقًا… لم يصدقوا.
---
في صباحٍ غائم، في اليوم الذي قرر فيه المجلس إعادة تنظيم الجيش، ومع تجمع القادة الثلاثة: ريو، رين، وإنفيرنوس في الساحة الكبرى…
دوى صوت.
صوت برق… لكن مختلف.
رقيق… واثق… نقي.
دوووم!!
السماء انشقت، كما لو أن الإله نفسه قرر النزول.
ضوء وردي يميل إلى الأحمر شق الغيوم، نازلًا على منصة المجلس.
ومع الضوء… ظهرت.
تمشي بهدوء.
خطوة… تسبقها رهبة.
خطوة… تسبقها هيبة.
يوي.
شعرها الطويل ينساب خلفها، لونه تحوّل إلى الوردي الداكن، يلمع كألسنة اللهب.
عيناها أصبحتا رماديتين صافيتين، كأنها تنظر إلى الماضي والمستقبل في آنٍ واحد.
لم تكن ترتدي درعًا… بل عباءة من البرق، و"أزو" معلّق على ظهرها، ينبض بقوة هائلة.
---
اللحظة
سكت الجميع.
ريو شعر بوخز في قلبه.
ليس من الخوف… بل من الصدمة.
> "يوي…؟" همس، لا يصدق.
ركض نحوها، لكنه توقف على بعد خطوتين.
هي رفعت نظرها، ونظرت إلى عينيه.
ثم ابتسمت.
ابتسامة ناعمة، دافئة، فيها ألف كلمة، وألف معركة، وألف وداع.
> "لقد عدت."
ريو بدا متفاجة للحظة، لكن بسرعة ظهرت دموعه، وعانقها بقوة.
> "كنتِ ميتة… ظننتُ أنكِ…!"
"أنا الآن أقوى من الموت." ردت يوي بهدوء.
إنفيرنوس وقف بصمت، عيناه تراقبانها كقائد يعترف ببطلٍ جديد و لكن لم يقدر ان يخفي دموعه.
> "مرحبا بكِ، يوي."
رين(كان يراقب من بعيد و عيناه ملئيه بالدموع ركض نحو يوي و حضنها):"يوي!!..."
---
التتويج
صوت انفجر من بين الحشود:
> "إنها هي!"
"يوي!"
"منقذة المملكه!"
ثم بدأ التصفيق…
ثم التصفيق صار هديرًا.
ثم الهتاف.
> "الملاك الحارس!!"
"الملاك الحارس!!"
"يوي!!"
وفي لحظة مهيبة، ركع الجنود… حتى القادة.
رفع إنفيرنوس يده وأعلن بصوتٍ ارتجّت له الأرض:
> "من اليوم… نعلن يوي:
"الملاك الحارس للمملكه النار العظمى و نشكرها على تفكيرها و خططها و تضحيتها التي انقذت المملكه من الدمار!"
رمز النور في قلب العاصفة!
النار التي لا تطفى!
---
يوي… لم تقل شيئًا.
لكن برقًا خفيفًا تدفق من جسدها، وارتفعت الرياح من حولها، كأن العالم نفسه ينحني لها.
أما ريو… فوقف بجانبها، ينظر إلى عينيها الرماديتين.
> "لقد تغيرتِ…"
"وأنت أيضًا…" قالت وهي تنظر لعينه "هازوكي" التي تتوهج.
> "الآن… نحن مستعدون."
---
في اليوم التالي.
في صباحٍ ساطعٍ رغم رماد الحرب… وقف الثلاثة أمام البوابة الكبرى لمملكة النار العظمى.
يوي، بشعرها الوردي القاني وعيونها الرمادية، وقفت شامخة.
ريو، بعينه الذهبية المتوهجة، وابتسامة خفيفة تخفي الكثير.
رين، الذي أصبح أكثر هدوءًا، يتأمل السماء وكأنه يبحث عن المستقبل بين الغيوم.
وأمامهم… وقف إنفيرنوس، ملك النار العظيم، وصديقهم.
> "الرحلة المقبلة ستكون أصعب…" قال إنفيرنوس وهو ينظر إليهم بعينين ناريتين.
"لكن العالم بدأ يتغيّر… بفضلكم ساحرس على ان يتم ذكركم بتاريخ مملكة النار العظمى كابطال."
يوي أومأت بهدوء، ثم تقدمت خطوتين نحوه.
> "شكرًا على كل شيء."
ابتسم إنفيرنوس، ومدّ يده نحوها.
عندما صافحها، اشتعلت شرارة خفيفة بين النار والبرق… كأن روحين عظميين تبادلتا الوداع بصمتٍ مقدس و حضنها و بعدها اتى ريو و رين و حضنو إنفيرنوس كوداع.
إنفيرنوس(بنبره حازمه و ابتسامه خفيفةتحمل حزن) "اذهبوا… وليحترق طريقكم بالنور."
---
على الطريق.
سار الثلاثة عبر السهول المشتعلة، ثم عبروا حدود مملكة النار، حيث الأشجار بدأت تتخذ لونًا أكثر برودة، والرياح أصبحت أكثر رقة…
علامات اقترابهم من مملكة الجليد العظمى.
وفي اليوم الأول من الرحلة، هاجمتهم وحوش برية: ذئاب من الحمم، ونمور نارية خرجت من صدوع الأرض.
لكن…
يوي لم تتحرك حتى.
رفعت يدها بخفة، و**"أزو"** تحوّل في لحظة إلى سهم و اطلقتهو نحوهم اخترقوهم بسرعه تخترق حاجز الصوت.
ثم… برق.
بوووووم!!
انفجرت الأرض، وتحوّل كل ما حولهم إلى رماد.
> "هذا كل شيء؟" قالت يوي بهدوء، دون أن تلتفت للوراء.
رين نظر إليها بدهشة، ثم ضحك بخفة.
> "لقد أصبحتِ مخيفة."
"كل ذلك بفضل معلمي لن انسى فضله ابدا." ردّت يوي، لكن في صوتها برقٌ لا يُكسر.
ريو اكتفى بمراقبتها، وتساءل في نفسه:
> هل ستكون قادرة على اللحاق بي…؟"
---
اليوم الثاني
مرّ بسلام.
الثلوج بدأت تظهر، والجو أصبح أكثر برودة.
لكن شيئًا لم يُوقفهم.
وفي نهاية اليوم، ظهرت أمامهم بوابة عظيمة منحوتة من الجليد النقي، وعليها رمز مملكة الجليد:
تاج الثلج الأبدي.
توقف ريو أمامها، رفع يده ولمس الجدار الثلجي.
في لحظة، انفتح الباب بصوت عميق كأنه أنين آلاف السنوات المجمدة.
> "لقد وصلنا…" قال بهدوء.
مملكة الجليد العظمى.
يتبع...