الهواء البارد الذي خرج من البوابة لم يكن مجرد رياح...
كان يحمل في طياته ذكريات، ووعودًا قديمة، وصمتًا دام لقرون.
دخل الثلاثة معًا.
ريو أول من عبر العتبة، وخلفه يوي ثم رين...
خطواتهم الثلاث كانت كإعلان حرب جديدة، أو ربما بداية عهد.
المدينة التي امتدّت أمامهم...
كانت من الجليد، لكن لم تكن ميتة.
البلورات النقية تلمع في ضوء الشمس الشتوي، تنعكس على الطرقات المرصوفة بالثلج الأبيض، والقصور ذات القباب الزرقاء تتلألأ كأنها أنجم سقطت إلى الأرض.
لكن رغم الجمال... لم يكن هناك أحد.
> "أين الجميع؟" سأل رين بصوت منخفض، وهو يراقب الشرفات والنوافذ المغلقة.
"إنهم يراقبون من خلف الجليد." رد ريو، وهو يحدق في أعلى برجٍ متجمّد... حيث لوّح له ظلٌ بعيد.
يوي لم تقل شيئًا...
لكن عيناها الرماديتان تحرّكتا ببطء، كما لو أنها ترى من خلف الجدران.
---
في قاعة العرش
تم اقتيادهم بصمت من قبل فرسانٍ بوجوه مغطاة بالخوذ، يحملون رماحًا بلورية، ولم يتحدث أحد.
حتى وصلوا إلى قاعة عرش هائلة، يقف في وسطها عرش من الجليد الأزرق، يتوهج بنبضٍ خافت.
وفوق العرش... جلست.
امرأة.
شعرها أبيض كالثلج، طويل ينسدل على جانبي العرش، وعيناها بلون البحر المجمد.
كانت ترتدي ثوبًا من الرياح الباردة...
ثابتة كالجبل، جميلة كقمر في ليلة صافية.
> "مرحبا بكم..." قالت بصوتٍ هادئ، كأن الثلج نفسه هو من يتحدث.
"أنا إليريا، ملكة مملكة الجليد العظمى."
---
انحنى ريو قليلًا.
> "تحياتي ملكه الجليد العظمى....اتمنى ان يستمر حكمك دون سقوط."
إليريا أومأت.
> "أعرف من أنتم... يوي، ريو، رين. أبطال مملكة النار."
يوي(نظرت و انحنت و بنبرة رسميه):"إنه لشرف لنا أن تعرف ملكه الجليد العظمى عن مجرد مسافرين مثلنا"
إليريا(ضحكت)"لاداعي لكل... تلك الرسميه فل تعامليني كما كنتو تعاملون إنفيرنوس!"
رين(استغرب و رفع حاجبيه)"هل يمكنني أن اسأل كيف عرفت ملكه الجليد العظمى عن علاقاتنا بانيفرنوس؟!"
إليريا لم تجيب رين فقط مشت من امامه و قالت:"اتبعني!"
استغرب رين في البدايه لكن اتى معها.
يوي و ريو تم نقلهما إلى غرفه ضيوف الشرف.
---
في البلاط الملكي داخل غرفه تدريب.
رين(باستغراب ينظر حوله):"هل يمكنني أن أعرف لماذا جلبتيني إلى هنا؟"
إليريا نظرت نحوه بنظرات بارده و تحمل نيه قتل هجمت على رين بسرعه تتجاوز البرق.
رين(سحب سيفه و صد الهجمه):"مالذي تفعلينه؟؟!!!....مالذي يحدث هنا؟!"
إليريا(ابتسمت بخفه):"انك.جيد حقا...حسنا سنبدأ التدريب"
رين(رمش مرتين و بدا ينظر اليها باستغراب و يشير باصبعه):"انا؟تدريب؟"
إليريا(نظرت إليه و ابتسمت بطريقه عفويه و جميله):"نعم!"
رين لم يكن يريد أن يتدرب لذلك حاول الهروب لكن..."إلى أين تعتقد أنك ذاهب؟"تضهر امامه إليريا و تبتسم و لكن واضح انها غاضبه.
-----
بدأت الأيام تمر.
كل صباح، كان رين يصحو قبل الشروق، ويتبع الملكة إلى قاعة الثلوج الكبرى، حيث الجدران عاكسة، والسقف مفتوح للسماء.
هناك، تعلم كيف يوقف أنفاسه في العاصفة، كيف يوجّه الرياح عبر الجليد، وكيف يسمع صوت الصقيع في قلبه.
الملكة لم تكن رحيمة.
كل يوم، كانت تقذفه بعيدًا، تحبسه في كتل جليدية، تجبره على القتال وسط العواصف.
كانت تقول "إن لم تفهم برودة الجليد... لن تفهم قوته." .
رين كان يشكي كثيراً.
كان يسقط... ولا يريد النهوض.
يتجمد... ثم يصرخ ويذيب الجليد بإرادته.
وكانت يوي تراقب من بعيد و تقول"يالا ذلك الأحمق !انه فقط يشكو.......!! الا يمكنه أن يتدرب بصمت؟"
في اليوم الأخير من تدريب رين.
وفي آخر يوم من التدريب...
السماء كانت رمادية، الثلج يتساقط بثقل.
الملكة وقفت في ساحة التدريب، وخلعت عباءتها، لتكشف عن سيف من جليد ، ينبض بالضوء الأزرق.
إليريا(بنبره حازمه) "اليوم... ستقاتلني." .
> "لن أرحمك. ولن أسامحك إن تراجعت."
رين تنفّس بعمق و قال بكل ثقه.
"لن أفعل...لن اتراجع!."
ثم... بدأت المعركة.
إليريا لوّحت بيدها، وخرجت آلاف السهام الجليدية من الأرض، تطارد رين كجيش من الموت البارد.
قفز، دار في الهواء، استخدم الجليد ليعكس السهام... لكن واحدة أصابت كتفه.
> "أسرع." قالت إليريا، وهجمت.
اختفت من مكانها، وظهرت خلفه.
ضربته ببطنه فارتطم بجدار الجليد، فتشقق.
رين سعل، وقف، وصرخ:
> "عاصفة الجليد!!"
انفجر الهواء من حوله، وتكوّنت دوامة ضخمة من الجليد، لكن إليريا أوقفتها بنظرة.
إليريا (هجمت بسرعه عاليه) "استمع للجليد."
ثم ضربت الأرض.
خرجت منه وحوش جليدية، ثلاث منها بحجم الأبراج.
رين واجهها.
ركض، استخدم الماء لكي يذيب الجليد بين الضربات، وجمّد قدمي أحدها، قفز عليه، ثم:
> "رياح الشتاء!!"
...ضرب الوحش في قلبه.
تحطم.
لكن الإثنين الباقيين هجما عليه معًا.
واحد من خلفه و واحد من امامه رين لوى ضهره و تفادى الهجمتين و مسك صدرهم "سهم الجليد"اخترقت سهام جليديه صدورهم و تدمرو.
إليريا رفعت يدها.
ساحة التدريب تحوّلت إلى جبل ثلجي ضخم.
رين في القمة، وهي أسفله.
> "إن استطعت الوقوف أمامي على هذا الجبل... فأنت مستحقٌ لقوة الجليد."
قاتلا.
صفعات جليدية، دوامات، طعنات، انفجارات، وكل لحظة تمر، كان رين يتعلم.
حتى...
في لحظة صمت، أغلق عينيه.
ثم فتحهما.
عينا رين أصبحتا زرقاوين... والهواء من حوله بدأ يتجمد.
> "الآن فهمت."
ضرب الأرض، وخرج من تحته نصلٌ جليدي طويل.
أمسكه، وركض نحو الملكة.
ضربها.
إليريا صدّت الضربة... لكنها انزلقت للخلف.
إليريا(تنظر إلى رين بنظرات فخر) "أحسنت!.".
إليريا(أدخلت سيفها و مشت الى الخلف الى القصر):"لقد انتهى التدريب"
---
في نهاية اليوم، جلس رين وحده، يتأمل الساحة التي امتلأت بآثار المعركة.
ثم ظهرت الملكة خلفه، ومدّت له يديها.
> "لقد انتهى التدريب. الآن... أنت قوي بما فيه الكفاية لمواجهة ما سيأتي."
> "لكن لا تنسَ... البرد لا يُقهر، بل يُحتضن."
في الغرفه الخاصه بيوي و ريو و رين.
ريو(بدا مستائ):"لماذا....لماذا لا أملك مدرب مثلكم؟!"
يوي(تحاول أن تواسي ريو):"ريو انت لا تحتاح لمدرب في النهايه انت يمكنك استخدام كل العناصر بسهوله و مشكلتك الوحيده هي مهاراتك مازلت لم تفهمها بشكل كامل عندما تدخل الخامسه عشر من عمرك ستفهم كل شي"
ريو(نظر نحو يوي و ضحك):"يوي انتي لم ترين شكلي الحقيقي صحيح؟؟"
يوي:"اتقصد الشكل الذي ولدت به؟...نعم لم اره رين قال لي انك في الحقيقة طفل عمره ثماني سنوات"
ريو(ابتسم بخفه و بدا شكله يتغير جسده اصبح اصغر شعره اشقر يميل الى الذهبي و عيناها بنيه فاتحه و بشرته صافيه و بيضاء و جماله الطفولي):"إن رين محق"
يوي(تنظر إلى ريو بصدمه):"انتظر انت انك طفل حقا!!!...هل ذلك شكلك الحقيقي يالك من طفل"
ريو(نفخ خده و كان يشعر بالاحراج):"امم..توقفي عن قول طفل... يوي"
يوي(ضحكت بصوت عالي):"لا شي فقط لم اصدق انه قائد الفريق هو مجرد طفل...اذا اخبرني هل رين كان يعرف شكلك منذ البدايه"
ريو(بنظرات استياء طفوليه):"نعم رين كان يعرف منذ البدايه"
يوي:"لماذا لا تعود لشكلك الحقيقي قبل أن تأتي إليريا لابد انه ستفجع عندما تعرف انه قائد الفريق مجرد طفل لا و ايضا يلقب ببطل"
ريو(نظر لها و تنهد ببطى):"انكي محقه"
ريو حاول العوده لشكله البالغ لكن...
ريو(صرخ):"هاااعععععععع!!!!!؟؟....لا اس....لاستطيع أن أعود لشكلي البالغغ!!!!!"
يوي(توقفت عن الضحك و رمشت مرتين و صرخت)"هااااعععع؟؟!!"
يتبع...