جلس ريو على الأرض الباردة، يحدق في كفيه الصغيرتين بذهول، كأنما وجد نفسه محاصرًا داخل قفص من لحمٍ ودم لا ينتمي إليه.

شعر وكأن العالم قد تقلص فجأة... لا، ليس العالم، بل هو.

ابتلع ريقه ببطء، ثم همس بصوت مرتجف:

ريو: "أيها النظام... هل يمكنك أن تشرح لي ما الذي يحدث هنا؟"

رد عليه النظام بصوت آلي هادئ، كما لو أن الأمر لا يستحق الذعر:

النظام: "لا أعلم. لكن الأمر جيد... سيمنحك تحكمًا أفضل بمهاراتك."

ريو، وقد ارتسمت على وجهه ملامح التوتر والاشمئزاز:

"جيد؟ هل فقدت عقلك؟!"

النظام (ببرود):

"عندما كنت تتحول لأشكال مختلفة، لم تكن مهاراتك تتوافق مع تلك الأجساد. الآن عدت إلى جسدك الحقيقي، ولهذا بدأت المهارات تتأقلم معه... هذا سيجعل تحكمك بها أقرب إلى الكمال. لكن-"

ريو (مقاطعًا بحدة):

"لكن ماذا؟!"

النظام: "جسدك الصغير لا يستطيع تحمّلها بعد. طاقتك محدودة، وقوة تحملك أدنى مما كانت عليه. استخدام المهارات بشكل مفرط قد يؤدي إلى... فقدان كامل للسيطرة. وربما... انهيار جسدي كامل."

تجمّدت تعابير ريو للحظة. رمش مرتين، ثم مال برأسه إلى جانب كأنما يحاول فهم العبث:

ريو (ببطء): "هل قلت... طاقة قليلة؟"

النظام: "نعم."

نظر ريو إلى اللاشيء بنظرات ساهمة، ثم وضع يده على صدره الصغير بطريقة درامية، وتكلم بنبرة ساخرة:

ريو: "يا للعظمة... أصبحت ضعيفًا. رسميًا. طفلٌ لا يستطيع حتى أن يُطلق شرارة."

النظام (باردًا): "تم تسجيل الحالة النفسية: 'دراما ملكية'. هل ترغب بتمرين لمواجهة الإحباط؟"

ريو (رافعًا حاجبه): "هل تقترح أن أمارس اليوغا؟! أنا في جسد طفل! لا أستطيع حتى لمس الأرض دون أن أتعثر بملابسي!"

النظام: "يمكنني تشغيل موسيقى استرخاء."

ريو: "تشغّل موسيقى؟! وأنا على وشك الانفجار من العجز؟... أنت رسميًا عدوي اللدود."

تنهّد، ثم سأل بيأس:

ريو: "إلى متى سأظل هكذا؟"

النظام: "لا أعلم."

نظر إليه ريو بنصف عينيه، وقد غلبته نظرة شك:

ريو: "هل... أنت متأكد؟"

النظام: "نعم."

ريو (يتنهّد): "يالك من عديم فائدة..."

في الخارج، كانت يوي تراقبه من بعيد، تقف على أطراف أصابعها، قلبها يخفق بتوتر متزايد. لم تكن تعرف كيف تشرح ما يحدث... ولا كيف تُخفيه.

وفجأة...

يوي (بصوت مرتعب): "ريو! بسرعة! اختبئ! ملكة الجليد قادمة!!"

قفز ريو تحت السرير كالبرق، جسده الصغير يناسب المكان جيدًا... بشكل مثير للسخرية.

الباب انفتح بصوت هادئ... لكن وقع الخطوات كان كأنما تزلزل الغرفة.

دخلت إليريا، بهيبتها المعتادة، شعرها الفضي الطويل يلمع كخيوط من ضوء القمر.

إليريا: "مرحبًا يوي."

يوي (تبتسم بتوتر، تتصبب عرقًا): "مـ..مرحبًا بكِ، ملكة الجليد... يا له من شرف عظيم... أن تأتي إلى هنا!"

إليريا (نظرت إليها بريبة): "هل هناك شيء تُخفينه عني؟"

يوي (ترفع يديها بسرعة): "مـ..مطلقًا! كيف لي أن أخفي شيئًا عنكِ؟ أبدًا!"

لكن فجأة...

عطسة.

إليريا التفتت فورًا نحو مصدر الصوت، عينيها كخنجرين.

إليريا: "من هناك؟!"

هرعت يوي لتقف أمامها، تتلعثم وهي تحاول التغطية على الموقف:

يوي: "مـ..مارأيك أن نحتسي بعض الشاي؟! في الخارج؟ الطقس جميل، أليس كذلك؟"

لكن إليريا لم تكن من النوع الذي يُخدع بسهولة. دفعتها جانبًا بهدوء قاتل، وانحنت قليلًا... لترى الطفل المختبئ تحت السرير.

إليريا (بارتباك): "من هذا؟ طفل؟ هل... ضللت طريقك؟"

سقطت يوي مغمى عليها من التوتر.

أما ريو، فحدّق بها بوجه مصدوم، ثم تمتم:

ريو: "ماذا؟... ماذا؟!"

مدّت إليريا يدها، وأخرجته من تحت السرير، وأجلست الطفل أمامها.

إليريا: "الآن، هل يمكنك أن تخبرني من أنت؟"

تردد ريو، ثم زفر بصوت عالٍ، وقد قرر أن لا جدوى من التهرب أكثر:

ريو: "أنا... ريو."

سقطت إليريا من الصدمة بجانب يوي، ملامحها لا تُصدق.

---

يتبع...

2025/06/12 · 1 مشاهدة · 531 كلمة
Nasser
نادي الروايات - 2025