الوقت يمضي بسرعة ، سرعة شديدة تجعل المرأ لا يدركه إلا بعد فوات الأوان.
مر شهر منذ بدأت الحرب.
مخيم الإمبراطورية قد تقلص كثيرا مؤخرا بعدما.
تحركت القوات الرئيسية مستهدفين مناطق اعمق من أرض العدو.
يمكن القول أن نصف الجيش تحرك ، بينما بيق النصف الآخر بالخلف ، و لم تكن سوى مسألة وقت قبل أن.
يغادروا هم الاخرون.
...
من بين الفرق التي أختيرت لتعود إلى المقدمة .. ماتت فرقة سنو ليونهارت أحد الابرز بكل تأكيد.
...
هذا الأخير قاد فريقه ، و إلى جانبه تواجد وجه مألوف ، شخص بدا ضائعا بأفكاره معظم الوقت.
...
بالحروب ، لم يكن من المفيد كثيرا التحرك بالمركبات ،.
و فعاليتها كانت قليلة جدا ، لذلك فضل الجنود.
إستعمال اقدامهم ، فمعظمهم كانوا شديدي السرعة.
...
و هذا ما جعل المواجهات تبدو بدائية جدا بالمقارنة مع الحقبة الزمنية التي عاشوها.
...
سنو من حين لآخر كان يلتفت ناحية الفرد الجديد من فرقته ، الفرد الذي كلف بمراقبته و ملازمته.
سنو لوح له بضع مرات ، أمام وجهه تماما ، لكنه لم يبدي أي علامات على التجاوب معه ما أكد شكوكه.
" أتغوص بعالمك الخاص و نحن لا نزال بأرض العدو ؟ مالذي يشغل بالك .. يا فراي ".
سأل سنو ، معيدا فراي ستارلايت للواقع.
"آه .. آسف ، كنت أفكر بالبارحة ".
...
...
بينما اكرض الاثنان جنبا لجنب ، أشار فراي لنقطة معينة.
"تقصد تراجع القديسات المفاجئ ؟ ".
أومأ فراي.
أجل ، بما انك بطل الكنيسة الا تملك علما بالسبب ؟".
"آسف ، لكن لا علم لي.
ابتسم سنو بمرارة متمسكا بمقبض الفيرميثور.
...
"قد أكون بطلهم المختار و وجودا مهما لهم ، لكن علاقتي بالكنيسة ضحلة جدا و بالكاد أعلم عنهم شيئا ".
يمكن القول أن سنو ليونهارت كان جزءا من الكنيسة بالاسم فقط.
القديسة يوراشا ، رفقة اوريل .. كلاهما إنسحب من.
...
الخطوط الامامية للحرب عائدين إلى الإمبراطورية ، متحججين أنه كان أمرا ضروريا.
بضغط من الكنيسة ، لم يكن للقادة سوى السماح لهم.
بذلك بعدما وعد اتباع لورد الضوء بارسال قواتهم.
الكاملة للتعويض.
أمام بوابة النقل الآني ، فراي لا يزال يتذكر آخر الكلمات التي تبادلها مع اوريل.
...
هي لم تقل الكثير ، فقط إعتذرت له ، و أنها لم تعد تستطيع فعل هذا بعد الان .. و أن الوقت نفذ منها.
...
لوهلة بدا تراجعها من ساحة الحرب قرارا جيدا ، لهذا عنى انها ستكون بأمان هناك بالجانب الآخر من العالم.
لكن الوجه الذي أبدته أوريل ، و عجزه عن قراءة افكارها جعلاه يتساءل ما إذا كانت العودة خيارا صحيحا لها.
أوريل كانت أحد البطلات الرئيسيات اللواتي كتب عنهن ذات مرة.
كل واحدة منهن تمتلك امكانيات دفينة و قوى هائلة تنتظر التحرر .. أوريل بشكل خاص امتلكت الكثير ،.
...
لكنها لم توقض قوتها حتى الان.
فراي متذكرا ذلك الملاك الغريب الذي استعدته اوريل بمعركتهم السابقة ، لم يستطع سوى أن يتساءل ما إذا كان هذا هو السبب الحقيقي للتراجع المفاجئ لها رفقة القديسة يوراشا.
هل لربما ستنقل لها لقبها ؟ قوة من نوع ما ؟.
تساءل فراي ، بعدما أصبح يولي اهتماما كبيرا للوضع.
أوريل و حسب كلام المهندس ستكون هي مفتاح التعامل مع الظل الرابع ، لهذا السبب وجد فراي نفسه يستعمل منظور اللاعب الثالث عليها.
إذا حدث أي شيء لها ، هو كان ينوي الاندفاع نحوها على الفور بواسطة انتقاله الآني.
بما أن نقاط مودتها له كانت عالية ، فهو امتلك ميزة.
الانتقال الآني إلى أيا كان المكان الذي قد تتواجد به.
...
...
سأواصل المراقبة بهدوء حاليا .. فأنا فلازال من المبكر أن إنسحب من الخطوط الامامية ، فكر فراي بهدوء ، واضعا خططه القادمة.
أما الآن ، فلهذه الحرب الأولوية.
بعد إنسحاب القديسة يوراشا ذات الفئة +SS من جانب سنو.
كان من الضروري ملئ الفراغ ، و تعيين شخص يوازي يوراشا قوة ، و الخيار الوحيد كان فراي ستارلايت الذي جهل القادة بالمدى الكامل لقوته الحالية.
ليس هذا فحسب ، فيوجد سانسا فاليريون معهم أيضا.
هذا لوحده جعل فرقة سنو اشد قوة مما كانت عليه حتى بغياب يوراشا.
هذه لم تكن الاسماء الوحيدة التي وجب تذكرها ،.
فالفرقة إحتوت على اسماء أخرى مألوفة من فصل ،النخبة.
...
...
الساحرة سيلينا ، التي كانت بطلة مشابهة لاوريل.
و الفرد الآخر الذي أولاه فراي الاهتمام أكثر من غيره.
داون بولارس.
...
المبارز ذو الشعر الأسود و الاعين الحمراء ، ذو الوجه الساذج .. الذي لوح لفراي بمرح بمجرد أن إلتقت أعينهم.
داون تحرك بجانب كل من فراي و سنو .. هو بدا تماما مثلما كان عليه أيام المعبد.
...
'حامل قدرة الناجي الأخير .. قدرة لا يفترض أن يملكها بشر من الأساس.
أيا كان السر من وراء تلك القدرة ، ففراي كان متأكدا من أن شيئا ما .. كيان هائل يقف خلف داون.
...
هذا الأخير لم يكن على دراية بالأمر ، لذلك لم تكن.
هنالك فائدة من محاولة استجوابه ، و حتى لو حاول قتله ، فعلى الارجح لن يستطيع فعلها بما أن قدرته ستنجيه بشكل أو بآخر.
للتعامل مع قدرة كاسرة لحدود العالم ، يجب على المرئ أن يمتلك واحدة بنفسه.
فراي حقق هذا الشرط ، لكنه لا يزال غير قادر على التحكم بتأقلم الظلال بشكل كامل ، ما يعني أنه غير قادر على مجابهة حاملي القدرات الكاسرة .. ليس بعد.
لهذا السبب لم يكن له من خيار سوى المراقبة حاليا و التصرف حسب ما قد يحدث.
أوريل ، الظل الرابع ، داون .. الشياطين.
...
الكثير ليقلق بشأنه ، وقليل ما هو قادر على فعله.
سأركز على العدو أمامي فحسب.
..
...
الالتراس .. كانوا العقبة الاكثر وضوحا ، عقبة يمكن.
لسيفه بلوغها . و هذا هو نوع العقبات التي فضلها فراي.
هذا الأخير إنغمس بافكاره مرة أخرى ، إلا أن قاطعه صوت مألوف داخل عقله.
يا فراي ، هل لي بدقيقة ؟.
...
الصوت كان مسموعا داخل عقله تماما ، بتعبير آخر ... تخاطر.
سانسا ؟ من متى أضحيت قادرة على إستخدام.
التخاطر ؟ سأل فراي ملقيا بنظرة على الظل من خلفه.
الظل الاشد سوادا من بقية الظلال.
استطيع التخاطر مع الشخص الذي أدخل إلى ظله .. القدرة جاءت بشكل تلقائي منذ أتقنت السيطرة على قوتي '.
مذهل .. أتطلع حقا لرؤية المدى الذي ستصله قوتك مستقبلا ' قال فراي مادحا سانسا ، هذه الأخيرة كانت.
ملعونة من جهة ، و محظوظة من جهة أخرى.
فتحولها لشيطانة جعل قوتها تقفز كثيرا ، فالجسد الشيطاني يستطيع استخدام قوة البذرة بشكل كامل دون قيود.
كانت هذه قوة جاهزة جاءت بشكل تلقائي مع التحول ،.
و لم تكن بالشيء الذي عملت أو تدربت عليه سانسا بنفسها.
سانسا سكتت بضع ثواني ، متمعنة بما قاله فراي.
...
الأكون صريحة يا فراي .. أنا لا أعتقد أن قوتي ستزيد مطلقا من الآن فصاعدا ، فعلى الارجح .. لقد بلغت حدي.
كان هذا بالذات الشيء الذي ارادت سانسا الحديث عنه.
فراي لم يتوقع سماع ذلك منها الان بين كل الاوقات.
...
لا أفقه الكثير عن المسار الشيطاني ، لكنني أعلم أن قوة ظل الملك الحقيقية تتجاوز مستواك الحالي بكثير.
الطريقة التي تدرب بها البشر و الشياطين لم تكن متشابهة مطلقا ، فمسار البشر الذي يعتمد على التأمل . التدريب ليس نفسه الذي تتخذه الشياطين لتصبح أقوى.
لكي يصبح الشيطان أقوى ، فلم يكن له سوى إلتهام المزيد .. إالتهام قوة الحياة نفسها.
كلما زاد جوع الشيطان ، زادت قوته.
لهذا يوصف ملكهم اغاروث ، بالوحش الذي يلتهم كل شيء.
قد تكون سانسا شيطانة الان ، لكن مسألة قدرتها على اتباع ذلك المسار من عدمها كانت محل شك ، فقوتها مستعارة .. و ليست شيئا بنته بنفسها.
لكن ظل الملك لم يكن شيئا بسيطا بكل تأكيد.
أعلم أن ظل الملك هي قوة عظيمة تتجاوز حدود الخيال.
لكنني لست بظل الملك ، فما أنا سوى نسخة مقلدة ، مجرد نسخة محدودة الإمكانيات '.
سانسا الحالية كانت توازي مقاتلي الفئة SS.
بعدما أتقنت قوتها بشكل أكبر ، لربما يمكن وصفها بمقاتل ذروة من تلك الفئة.
لكن و بعد سيطرتها على تلك القوة ، هي وجدت نفسها تحدق بالنهاية.
فلم يعد هناك شيء متبقي تستوعبه من بذرة الشيطان.
بمعنى آخر ، هنا ينتهي مسارها.
'معارك أشد تنتظرنا بالمستقبل .. ضد وحوش أشد قوة بكثير ، و وحوش من أمثال شياطين المقاعد العليا الذين بدأوا بالظهور ... عندما يحين الوقت ، لن أستطيع تقديم الكثير لك بمستواي هذا .. فراي '.
سانسا كانت صريحة تماما بمشاعرها عندما يتعلق الامر بفراي.
بهكذا مسائل ، هي لم تملك سواه لتشاركه محنها.
منذ أن شعرت بقدومهم أول مرة ، سانسا علمت بالفعل حجم القوة التي يمتلكها اعداؤهم.
على هذا النحو ، فراي سيجد نفسه مضطرا لقتالهم وحده ، و إذا فعل ذلك ، فهو سيموت بكل تأكيد.
سانسا لم تستطع تحمل شيء كهذا ، لكن الضعيف لم يملك الحرية للاختيار بهذا العالم الذي عاشوا به.
فراي أدرك ما فكرت به سانسا ، فهذه الأخيرة إصطدمت بالعتبة.
هذا رأيي الشخصي ، لكنك تقللين من نفسك يا سانسا ، و ما انت قادرة عليه حقا '.
'لديك جسد خارق يفوق سائر البشر ، و قوة هائلة مسخرة بين يديك تتيح لك بلوغ اعلى الرتب ، أساسك هذا يجعل نقطة البداية الخاصة بك متقدمة بسنين ضوئية عن أمثالي '.
بينما اضطر سائر البشر للبدأ من القاع ، مجبرين على عبور الرتب الدنيا .. هي بدأت على الفور من الفئة +SS بعدما دفعتها بذرة الشيطان لذلك المستوى بالقوة.
حتى فراي بكل ما أتيح له كان مجبرا على التطور رتبة برتبة و معاناة الامرين ، و ما مستواه الحالي سوى نتيجة لدفع نفسه بوسائل خارجية ، اما اساسه فهو لا يزال بالفئة S.
اما سانسا ، فأساسها الشيطاني بدأ من الفئة +SS.
'كل ما في الامر أنك إعتدت على الطرق السهلة ، تجاوز الفئة +SS أمر يراه الكثير مستحيلا ، الاختراق لما بعد ذلك هو شيء مرهون بك ، و بما ستصنعه يداك ، لا ببذرة الشيطان '.
إذا ارادت سانسا أن تصبح أقوى مما هي عليه الان ، فلم يكن لها سوى خيار واحد.
'سيكون عليك العيش كشيطان ، و إتباع المسار الشيطاني '.
أن تصبح وحشا يلتهم الحياة و يعيش على قتل الآخرين.
مسار شبيه نوعا ما بمسار الدم الذي اتبعه فراي.
'لأكون صريحا ، لا أعلم ما إذا أنا مؤهل لإسدائك هذه النصيحة في المقام الأول ، فأنا الاخر لست بالبشري الطبيعي و ما قوتي هذه سوى نتيجة للكثير من الفوضى التي يحتوي عليها جسدي هذا '.
لكن و بشكل عام ، ما وجب عليهم هو امر واحد.
إذا ما أرادوا القوة الجبارة ، فليس لهم سوى أن يصبحوا وحوشا مؤهلة لتلك القوة.
سواءا كان مسار الدم الذي يجعل من صاحبه قاتلا متعطشا لسفك الدماء.
أو مسار شيطاني يجبر سالكه على التهام الحياة و جلب الموت أينما حل و ارتحل.
كلها كانت مسارات تؤدي لنهاية واحدة لا غير.
إستعدادا للمعركة القادمة ، التزم كل من فراي و سانسا الصمت بقية الرحلة ، ليغرق كل واحد منهما داخل عالمه الخاص.
....
....
....
بعيدا عن فراي و من معه الذين انطلقوا بالطليعة ، متحملين عبئ الحرب حتى الان.
كان هناك جزء من الجيش لم يخض الحرب بعد ، و الامر متعلق بالقوات التي تمركزت بالخلف ، بقيادة العجوز إيريس صنلايت.
بالحملة الأخيرة ، تم ارسال ازيد من نصف القوات من أجل المعركة السابقة ، و بالتالي لم يتبقى سوى ما يقارب 20 الف رجل بالخلف.
كانوا قوات الدعم التي ستتدخل في حال حدوث طارئ .. بعيدين كل البعد عن المعمعة بالمقدمة.
سيوفهم كانت لا تزال نظيفة ، و لم يضطروا لتلطيخها مطلقا . لهذا السبب بالذات كثر ما تكاسلوا فقط داخل المخيم ، يمدون الوقت مسترخين و كأنهم لا يخوضون الحرب من الأساس.
بطرف المعسكر ، جلس 4 جنود يلعبون الورق ، 4 رجال بمنتصف العمر قضوا وقتهم بالعبث.
"أتساءل إلى متى ستستمر هذه الحرب ، فأنا إشتقت لأبنائي و زوجتي " قال احدهم متذمرا ، بينما لعب ببطاقته.
"هاه ؟ هل تتذمر ؟ هاها أيها اللعين نحن لم نقاتل قط و ها أنت ذا تريد العودة بالفعل ! ".
ضحك أحد الجنود ، مشيرا لحقيقة أن انهم لم يضطروا قط لتلطيخ اياديهم بالدماء.
"أنا أفهمك ، لكننا سنفوز بكل تأكيد! لقد مات الكثير من جنود العدو و باتوا مجبرين على التراجع فوق ارضهم ، ما هي سوى مسألة وقت لتعود الطليعة بالاخبار الجيدة ".
"أفهم من كلامك انك تريد الفوز بهذه الحرب دون أن تشارك بها ؟ أنت متفائل حقا يا رجل ! هاها ".
الجولة تلو الاخرى ، هم لعبوا بزاوية المخيم عبر آبهين بحقيقة انهم الان جنود يخوضون حربا فوق أرض العدو.
"لكن علي أن اعترف .. قد يكون من السذاجة ما نتمناه ، لكن سيكون من الجميل أن نفوز بهذه الحرب .. تعرف ، دون أن نضطر لتلطيخ ايادينا ".
"لا بأس ، فنحن نملك ابطالنا الذين سيجلبون لنا الامجاد .. مثل فراي ستارلايت ".
حك أحد الجنود انفه ، مستذكرا انجازات ذلك الشاب الواحد.
"ذلك الوحش لن يتوقف حتى يقتل كل الالتراس ، لا تزال القشعريرة تتملك قلبي كلما أتذكر جبال الجثث تلك ".
"لأصدقك القول .. أنا أخاف منه ".
ذكر فراي اعاد ذكريات سيئة حقا ، ذكريات جبال الجثث و بحيرة الدم التي تسبب بها.
هم لم يسبق لهم رؤية ذلك الكم من الموتى بمكان واحد من قبل.
"حسنا حسنا .. دعنا من كل هذه الطاقة السلبية ، كونوا شاكرين أنه إلى جانبنا ".
"معك حق ! من الجيد انه حليف .. فراي ستارلايت ".
لوهلة .. هم تخيلوا ذلك .. ذلك الوحش عدوا لهم.
الفكرة كانت مخيفة لدرجة انهم بدوا على الفور بالحديث عن اشياء أخرى ، محاولين نسيانه.
الحرب كانت تسير بشكل جيد للإمبراطورية ، و الجنود بدأوا يزيدون من آمالهم بالفعل.
أمل العودة أحياءا إلى الوطن.
اولئك الجنود الاربع لعبوا كثيرا الجولة تلو الأخرى الى أن غربت الشمس و اوشك الليل.
في تلك اللحظة ، نهض احدهم.
"إلى أين ذاهب ؟" سأله أحدهم فإذا به يتذمر.
"إلى أين برأيك ؟ للتبول ! ".
تذمر الجندي بينما ابتعد عن المجموعة ، متجها ناحية حقل الاشجار الميتة الذي تواجد بالقرب منهم.
غابة ميتة لم تتكون اشجارها سوى من جذوع مشقوقة و لحاء مهترئ فقد بريقه.
بدت و كأنها منطقة قادمة من فلم رعب .. لكن للجندي كانت مكانا مناسبا للتبول.
و هذا ما فعله ، فاتحا زر و سحاب سرواله.
تبول الرجل خاليا من الهموم.
"آه .. أشعر بأنني حي أخيرا".
كان مستمتعا بالعملية بشكل غريب ، فإذا به يسمع صوت اقدام من خلفه.
رغم ذلك ، هو لم يوقف ما كان يفعله ، بل استدار من جانب كتفه الايمن.
"ماذا ؟ هل تريد التبول أنت أيضا ؟" قال الجندي ظنا منه أن الرجل خلفه احد رفاقه.
لكنه لم يستطع رؤية وجه الواقف خلفه من الأساس ، فذلك الرجل اخفى وجهه تحت قناع.
قناع كان آخر ما رآه الجندي قبل أن تسقط رأسه من فوق جسده.
الجاني لم يطل البقاء ، بل شق طريقه نحو المخيم خطوة بخطوة بينما اضاءت أعينه بالاحمر.
وقتها لم يدرك جنود الإمبراطورية حجم العاصفة القادمة.