272 - المطرقة و السندان

لهو أمر مثير للسخرية ، الكيفية التي إنقلب بها المد.

بدون سابق انذار ، تعرض جانب الإمبراطورية لكارثة ، كارثة فريدة من نوعها يمكن وصفها بواحدة من عيار "فراي ستارلايت".

مخيم الإمبراطورية الرئيسي ، المكان الذي يفترض به.

أن يكون الأكثر أمانا بالجيش بأكمله قد تحول لسعير.

جحيم من نار سوداء ابتلعت كل شيء ، نار لم ترحم أحدا.

البشر احترقوا الواحد تلوا الاخر ، ومحاولة الهرب كانت بدون جدوى، فالنيران طاردتهم حتى النهاية.

وسط بؤرة الجحيم تلك .. صوت الصراخ والنيران كانا الشيئان الوحيدان المسموعان بذلك المكان.

من بين غياهب ظلمات النار السوداء ، خرج الوحش.

المسؤول عن تلك الكارثة.

أعين V بدت غريبة ، حاملا اثنين من السيوف.

الاسطورية .. هو شعر بوعيه يذهب بعيدا.

"هاه ؟ لماذا أنا أهاجم الإمبراطورية ؟".

هو حدق بالناس امامه ، و السيوف بين يديه.

"ما هذه السيوف ؟ أين باليريون ؟ أين الدارك سيستر ؟".

بينما اشتعلت اعينه بالسواد ، تخبط V بشكل غريب راميا سيوفه و متمسكا برأسه.

وقفة ، تعابير وجهه ، إيماءاته ، كل حركة قام بها كانت تدل على أنه تحول لشخص آخر تماما.

ذلك لم يكن نسخا عاديا ، فالامر وصل ب V ليس فقط.

النسخ القدرات ، بل نسخ الشخصية ، العادات ، كل شيء.

و هذا سبب تخبطه الحالي ، فهو أصبح فراي ستارلايت.

و فراي ستارلايت لم يكن ليهاجم الإمبراطورية مطلقا.

مالذي فعلته ؟! ليس جنود الإمبراطورية من يفترض بي قتلهم ، بل الألتراس !!!".

صرخ ٧ محاولا أخذ نفس وسط جحيم النيران السوداء الذي احاط به.

جنود الإمبراطورية كانوا لا يزالون يموتون الواحد تلوا الاخر ، ما جعل اصواتهم مزعجة لآذانه.

"فالتخرسوا عليكم اللعنة !!".

بتلويحة من يده ، هو اطلق موجة من القوة الهادرة ، موجة طمست كل اولئك البشر الذين احترقوا من حوله.

هو احس رأسه يكاد ينفجر ، و كأن شخصا ما يحاول سحق جمجمته بواسطة مطرقة حديدية.

يمكن القول أن ٧ قد عانى من معضلة وجودية ، عندما تصارعت شخصیتان بداخله .. ثم عندما اشتدت معاناته.

هو بلغ الحد أخيرا.

بصرخة هزت السماوات ، سقط V ارضا بينما انفجر الدم.

من اعينه ، انفه ، و فمه.

عضلاته تشنجت بشدة إلى أن هددت عروقه بالانفجار.

بينما صرخ متألما ، هو شعر بالجحيم يفتح ابوابه بداخله.

حتى الان ، ٧ لم يكن ينسخ شيئا سوى الحركات البسيطة التي رأى الآخرين يقومون بها ، لكن النسخ هذه المرة إمتد إلى الحد الذي تلبس فيه شخصية أخرى.

فراي ستارلايت هو وحش بجسد خارق حمل بداخله كما هائلا من القوة الجبارة والقدرات التي تفوق الخيال.

صحيح أن ۷ نجح بنسخه ، لكن جسده لم يكن ليتحمل.

تلك القوة لوقت طويل ، و على ما يبدو هو بلغ اشده أخيرا.

جسده هدد بالانفجار ، طاردا اياه من هيأة فراي.

ستارلايت بالقوة ، و بينما نال منه الألم ، بدأ V يستعيد نفسه أخيرا.

في تلك اللحظة ، ظهر رجل عجوز من العدم موجها ضربة سريعة لمؤخرة رأسه.

هذا ما عناه ليندمان إذا .. فعلا ، يالها من قوة تدب الرعب بالقلوب ".

لقد كان ميرغو ، لورد القفير المظلم الذي انتقل آنيا لمكان ساحة المعركة ، متفقدا النتيجة النهائية لها.

محدقا بجسد V الذي واصل التشنج حتى رغم فقدانه للوعي .. ميرغو ضيق اعينه.

7 دقائق و 42 ثانية .. هو نسخ قدرات فراي ستارلایت لهذه المدة .. لكن هذه الفترة القصيرة كانت كافية لرميه.

بهذه الحالة ".

حاملا جسد V المحطم ، ميرغو استعد للانسحاب بعدما القى بنظرة أخيرة على الجحيم من حوله.

يالها من قدرة مرعبة .. أنا أتساءل ما هي حدودها ....

ماذا لو تمكن V من النسخ بدون حدود ؟.

نسخ الاقوياء ، و تسخير قدراتهم لصالحه.

ما هي شروط تفعيل القدرة ؟ ما هي حدودها ؟.

كل ما إحتاجه الامر من ٧ لنسخ فراي ستارلايت كان رؤيته بعينيه فحسب .. في هذه الحالة ، الا يعني هذا أن ٧ قد اظهر للتو امكانيات تتجاوز الخيال.

ميرغو ضحك برهبة ، مفكرا بحجم الوحش الراقد بين يديه.

ذروة الألتراس ، إنه لقب يليق بك فعلا ".

في تلك اللحظة ، اختفى ميرغو رفقة V من ساحة المعركة ، تاركين مقبرة من خلفهم.

تلك كانت كارثة حقيقية لجانب الإمبراطورية ، فبيوم واحد .. مات منهم 20 الف مقاتل ، و خسروا العديد من المقاتلين الاشداء.

بدا وكأن الألتراس بدأوا ينتفضون اخيرا بعدما خسروا الجولة الأولى بشكل مزري.

تحت جناج الليل ، من بين براثن النيران المظلمة ، إنتهت المجزرة بهزيمة مذلة لجانب فراي.

بعيدا عن ذلك السعير ، زحف رجل بعيدا باعجوبة ، بينما ترك من خلفه خطا طويلا من الدم الاحمر.

عجوز خفتت ناره ، و أوصلته الحياة لحالة مزرية حقا.

لاهثا بشدة ، سقط ایریس صنلایت ارضا ، بينما ضرب.

الأرض بعنف.

"!!! اللعنة".

ایریس بدا كشخص آخر تماما ، تفحم نصف جسده ، و شق عظيم فتح صدره بالكامل ، ممتدا لوجهه الذي.

خسر عينه اليمنى.

التعرض لل Nameless judgement بذلك القرب كان بمثابة تذكرة مباشرة للجحيم.

ايريس تمكن من النجاة باعجوبة بعدما ركز كل قوته بالدفاع في اللحظة الاخيرة.

لكن رغم قيامه بوضع كل ما لديه ، هو خرج بهذه الحالة المأساوية.

فرق القوة كان ساحقا جدا.

"أهذا ما يعنيه يا ترى .. القتال ضد فراي ستارلايت ؟".

إذا كان ٧ قادرا على نسخ فراي بلا حدود ، فذلك عنى.

قدوم كارثة حقيقية لجانبهم.

الامر سيتطلب تدخل القادة الاعلى للتعامل معه ، أو إرسال فراي ستارلایت بنفسه لصده.

هذه كانت كارثة حقيقية.

محاولا تهدئة جراحه ، وتجاهل الالم الغامر الذي نال منه.

زحف ايريس بعيدا ، متكئا مهزوما على ظهر صخرة كبيرة نسبيا.

يمكن القول أن لورد عائلة صنلايت بلغ مرحلة مزرية لم يحظى بمثيلها من قبل بحياته.

لربما كان يجب أن أموت هناك فحسب ، و استعمل نفسي كدرع لحماية حاملة الكلايمور ..".

بذلك الوقت ، بدا هذا و كأنه القرار الافضل ، ف ميلينا كانت لا تزال شابة بامكانيات اكبر ، على عكسه هو.

العجوز الذي بلغ اشده.

لكن وفي اللحظة الأخيرة .. هو تردد.

بدلا من حمايتها ، هو دافع عن نفسه ، تاركا اياها تموت.

في النهاية ، هو لم يستطع القيام بتلك التضحية.

و هذا السبب الذي جعله يلعن دون توقف.

بوجه متألم ، و أسنان مشدودة .. تحسر ايريس.

"أنا حقا .. خائف من الموت ....

لطالما اعتقد بانه لن يتردد عندما يحين الوقت ، لقد عاش بما يكفي ، و لم يكن من السيئ أن يرمي بحياته في سبيل اولئك الاصغر سنا.

لكن وفي اللحظة الاخيرة ، هو لم يفكر كقائد عظيم.

لورد عائلة ، بل فكر ببساطة كبشري عادي.

بشري يخاف الموت.

"أنا آسف..".

اعتذر ايريس ، إعتذر للفراغ امامه.

الالم جعله يهلو و يرى وجوها لم يكن لها وجود بعد الان.

بدأ و كأنه سيخسر نفسه تماما ، ثم عندما كاد الجنون يعصف به.

توهج الجهاز الوحيد الذي نجا داخل ملابسه المحترقة.

جهاز اصدر صوتا آليا ، بينما توهج بضوء احمر.

ايريس اخرجه على عجل ، محدقا به با عين دامعة.

ثم بعد بضع ثواني ، هو ضغط على الزر الوحيد مجيبا على الاتصال.

امامه ، ظهر مجسم ثلاثي الابعاد ، لشاب مألوف.

"الامير .." قال ايريس بتردد ، محدقا بايفون فاليريون الماثل امامه.

"تبدو بحالة مزرية ، لورد ايريس .. يبدو أن وضعكم أسوأ مما ظننت " قال الامير بوجه أظهر بعض خيبة الأمل.

هو كان مرتديا لدرعه ، و هذا أمر غريب بما أنه يفترض به أن يكون متواجدا بالجانب الآخر من العالم.

لكن ايريس لم يكن بحالة عقلية تسمح له بالإنتباه لذلك.

بعينه الوحيدة المتبقية ، هو حدق نحو الامير الماثل امامه بغضب.

"ايغون .. لقد تم القضاء على ما يقارب 20 الف مقاتل من جيشنا .. و خسرنا حاملة الكلايمور ..".

قال ايريس متحسرا ... بينما أومأ ايغون بلا مبالاة.

"أجل .. إنه لأمر مخيب بالفعل " قال ايغون ثم سكت.

ما جعل ايريس يغضب دون وعي منه.

"أمر مخيب ؟ لقد تعرضنا للإبادة !" صرخ ايريس غير قادر على احتواء الامر ما جعل ايغون يسخر.

"إبادة ضد رجل واحد لم تستطيعوا فعل شيء ضده ، هذه لإهانة كبيرة و عار عظيم جلبته علينا يا ايريس " قال ايغون ضاحكا بينما تجمد ايريس محاولا استعاب ما سمعه.

"كيف علمت ... بأننا لم نواجه سوى رجل واحد ؟" هو سأل متعجبا.

"كيف علمت ؟ سؤالك غبي ، لورد ايريس صنلايت ، فأنا اراقب ساحة المعركة باستمرار ، و لدي أعين بكل مكان ".

"بمجرد تعرضك للهجوم ، بلغني ما كان يحدث معكم ، خصمكم كان قويا بالفعل لكنني إعتقدت انكم.

ستتعاملون معه فانتم تفوقتم عددا بكثير ... لكن في النهاية .. لقد خيبتم الأمال ، و كما قلت سابقا.

لقد جلبتم العار لنا ".

ايريس وجد نفسه غير قادر على الرد ، أمام الامير الغريب الذي لم يهتم على ما يبدو على بحياته ... و لا بحياة 20 الف جندي من رعاياه.

أراد ايريس المجادلة ، لكن حالته المزرية ، و تعبه و ارهاقه الشديدين .. كلها عوامل جعلته يخفض رأسه بينما تحدث بنبرة خافتة.

"العدو يقدر على إستعمال قدرات مشابهة لتلك الخاصة بفراي ستارلايت ، و مستوى قوته عالي جدا .. أظنه مساويا لمن هم في الفئة SS+ .. ستحتاج لحضور الإمبراطور أو شخص يساويه للتعامل معه ..".

قال ايريس ، بينما تنهد ايغون.

"فقط فالصمدوا بما لديكم بالوقت الحالي ، فأنتم.

تملكون فراي ستارلايت الاصلي بينكم اليس كذلك ؟".

"لكن !" حاول ايريس المقاطعة ، لكن ايغون لم يسمح له.

"لا داعي للقلق ، فأنا و أنت الآن نقف فوق قطعة الأرض ذاتها ".

"مالذي تتحدث عنه ؟" سأل ايريس مستغربا ، بينما دحرج الامير اعينه نحو الأرض الشاسعة من حوله.

أمامه .. تم حرق مدينة كاملة و ذبح كل من فيها ، بينما زحفت قوات الإمبراطورية التي بقيت معه للامام مدمرة كل ما تواجد بطريقها.

هذه كانت المدينة الخامسة التي يطيح بها بظرف يوم واحد.

"بينما كنتم تشغلون العدو من الأمام ، إرتأيت أن هذه الفرصة المناسبة لطرق بابهم الخلفي فبعد كل شيء ، ليس عادلا أن تحضوا بالمرح كله لأنفسكم ".

كانت خطة بسيطة حقا ، خطة غبية و مجنونة تماما لدرجة أن الطفل فقط من قد يفكر بها.

لكن الامير ايغون قام بتنفيذها.

بعدما اخضع فراي ستارلايت أرض الكابوس الشرقية ، زحفت الإمبراطورية و قواتها عبر تلك الأرض الملعونة ، ثم قاموا ببساطة بالابحار من هناك ما جعلهم يبلغون الجانب الآخر من قارة الالتراس.

التجهيز و تنفيذ الخطة أخذ وقتا طويلا ، و قد تم بسرية تامة لدرجة أن ايريس لم يسمع عن الامر من قبل.

ثم قبل 24 ساعة ، هم بلغوا قارة الالتراس من الجهة الغربية ، ليبدأوا هجومهم و حملة الابادة الخاصة بهم.

بجانب ايغون ، تواجد 30 الف مقاتل .. عدد جيد نسبيا.

لكن نقطة القوة التي امتلكوها ، هي حجم الاسماء المشاركة.

فعائلة فاليريون بأكملها كانت موجودة هناك ، على رأسهم الإمبراطور مايكار فاليريون ، و السير آلون.

وجود هاذين لوحده جعلهما قوة حربية هائلة.

تلك القوة كانت تزحف حاليا من الغرب ، بعدما لم يتوقع العدو مطلقا ظهورهم هناك.

من الشرق و الغرب ... تم شن الحرب على الالتراس.

مستوعبا لهذه المعلومات الجنونية ، لعن ايريس صنلايت.

"هذا جنون محض !! أتريد القيام بمناورة المطرقة و السندان لقارة كاملة ؟!!!".

هذا كان تكتيكا معروفا بالمعارك ، حيث تحاصر القوات العدو بين خط دفاع محكم من الأمام يكون بمثابة السندان ، و قوات هجومية من الخلف تضرب بلا رحمة.

مثل المطرقة.

لكن هذا التكتيك يستعمل بساحة المعركة ، و ليس قارة كاملة.

ايغون جعل الامر يبدو غباء محضا ، أن يحاول تطبيق الكماشة و يحاصر قارة كاملة.

كانت خطة فاشلة تماما ، لكن ايغون ابتسم بمرح أمام صراخ ايريس.

"نعم ، هذا ما أود القيام به بالضبط ، لذلك فالتصمدوا هناك ريثما نصل إليكم ~".

بسماع رد الامير ، شعر ايريس بالعرق البارد يزحف فوق جلده.

"أنت مجنون ".

"هاها ، لا أود سماع هذا من عجوز لم يستطع التعامل مع شاب واحد حتى " سخر ايغون بينما لوح لايريس.

"لكن و على أي حال ، اعتمد عليكم للصمود هناك ، خصوصا فراي ستارلايت ، اخبره أنني أحبه حقا !" ضحك الامير مودعا ايريس الذي صرخ محاولا ايقافه ، لكن بلا جدوى.

ايغون قطع الخط ببساطة.

"كماشة لقارة كاملة ..".

متكئا راميا جوهرة الاتصال بعيدا .. حدق ايريس بالسماء.

"و كأننا نلعب لعبة من نوع ما ، و ليس حربا قد يذهب ضحيتها الملايين ..".

"العالم حقا .. يعج بالمجانين."

2025/08/17 · 209 مشاهدة · 1945 كلمة
Song
نادي الروايات - 2025