اللعبة استمرت ، و بدأ فصل جديد.
بعد جولة أولى انتصرت فيها الإمبراطورية ، هاهم الألتراس يردون الصاع صاعين.
بعد الابادة الكلية لقواتهم بالخلف ، زلزلت معنويات جنود الإمبراطورية ، مدركين انهم لم يعودوا يملكون ذلك المكان الأمن ليتراجعوا إليه بعد الان.
ثم من حيث لا يحتسبون ، بدأت الفرق الواحدة تلو الاخرى تتعرض للهجوم من قبل قوات النخبة للالتراس.
ليس هذا فحسب ، بل شهدت ساحة المعركة أخيرا الظهور الأول لسادة الكابوس ، و المخلوقات الاشد قوة.
التي تجاوزت قوتها الفئة SS.
بالجانب الايمن لقوات الإمبراطورية ، عاث الابيس واتشرز فوضى عارمة ، متسببين بموت الكثيرين.
من الجانب الايسر ، تم اطلاق الهولو عديم العقل ، بونتیف سولیفان رفقة مئات مخلوقات الكابوس التي هاجمت بلا هوادة معولين على تدمير قوات الإمبراطورية بالكامل.
ساحة المعركة تحولت إلى فوضى عارمة ، و جانب الإمبراطورية كان يخسر ميزته ببطء ، ما جعل الكثير من قواتهم تتوحد فيما بينها من أجل صد عدوهم الصعب معا و زيادة فرص نجاحهم.
لم يعد هنالك من عودة للوراء الان ، معارك الحياة و الموت كانت تحدث كل يوم ، و بكل معركة سيسقط المئات موتى مفارقين الحياة.
الفوضى كانت لهذه المعركة بمثابة العنوان.
من جهة ، تم حصار أغلبية القوات و تعرضوا للقمع من قبل الالتراس ، و من جهة أخرى.
الامير ايغون و من معه زحفوا بسرعة شديدة ، مدمرين كل المدن التي تواجدت بطريقهم.
رد فعل الالتراس على الامير جاء متأخرا ، و في ظل مشاركة عائلة فاليريون بأكملها بهجومه .. هم لم يستطيعوا القيام بالكثير حياله.
نظرا للخسائر المتبادلة لكلا الطرفين ، لم يعلم أحد حقا من كانت له اليد العليا الان.
الحرب لم تعد تعتمد بعد الان على التكتيك و الذكاء ، بل تمحورت حول القتل الوحشي و الفوضى المطلقة.
بهذه الطريقة ، علق كلا الطرفين بحرب الابادة هذه.
بشكل خاص ، كانت الطبيعة هي الاشد عرضة لبطش الاعداء.
و تلك هي فرقة سنو ليونهارت و فراي ستارلايت.
لأيام عدة ، هم اضطروا للقتال بدون توقف ، لكن على عكس الفرق الأخرى من خلفهم التي توحدت فيما بينها ، هم صمدوا بقوة متماسكين بالأمام.
مجبرين على مجابهة عشرات وحوش الكابوس التي تخطت الفئة SS- .. واجه فراي و سنو صعوبات شديدة لاحتواء تلك الكوارث.
كلاهما احتل المقدمة ، و قد قتلا عددا كبيرا بالفعل ما جعل الدماء تغطيهما من الرأس حتى القدمين.
لكن و مهما قتلوا ، كان المزيد يأتي دوما.
"أريد أن أعرف .. كيف تمكن الالتراس من السيطرة على هذه الوحوش بحق الجحيم ؟".
تذمر سنو ، متمسكا بالفيرميور الذي عالج جسده باستمرار مجددا قوته و طاقته.
فراي بجانبه قطع رأس رجس آخر ، بينما مسح الدم من على وجهه.
"هذا ما كنت أحاول معرفته طيلة الأيام الماضية ، و أظنني حصلت على طرف الخيط ".
"حقا ؟!" صرخ سنو مبهدا المزيد من الوحوش الكابوسية ، ظهروا لظهر مع فراي.
نظرا لصوت الهدير المرعب ، و اصوات الطحن و الدمار من حولهما ، هما كانا مضطرين للصراخ من أجل التواصل.
بشكل خاص ، سانسا فاليريون تسببت بالقدر الاكبر من الفوضى بعدما نشرت ظلها ليغطي ساحة المعركة بالكامل.
نتيجة لذلك ، زحفت عشرات مجسات الظل فوق ساحة المعركة .. مجسات تواجدت برؤوسها افواه عملاقة جعلتها تبدو مثل الدود ، ملتهمة كل ما تواجد بطريقها.
بينما سانسا فتكت بالكثير منهم ، اعين فراي كانت تمسح ساحة المعركة مرارا و تكرارا.
"هي مخفية جيدا ، علامات غريبة محفورة بجلود مخلوقات الكابوس كافة ، قد تبدو مثل رونيات لا معنى لها ، لكن هنالك تيار غريب من الاورا يصب بداخلها .. خافت لدرجة أنه لا يمكن الشعور به مطلقا " قال فراي محولا وحش كابوس آخر لأشلاء.
"لكنها لا تستطيع الهرب من حواسي ، هذا على الارجح من صنيع تلك الساحرة".
أكد فراي بينما عبس سنو.
"بياتريس ..".
هذه الأخيرة تمكنت بطريقة ما من اخضاع كل مخلوقات الكابوس لسيطرتها لوقت قياسي.
كل ذلك بواسطة سحرها الغريب الذي تحدى المنطق.
"لأكون صريحا ، وضعنا مزري حقا .. يجب علينا التعامل معهم بأسرع وقت ممكن و التراجع ، هم يقولون أن وحشا مشابها لك ظهر بالموخرة إياها عن بكرة ابيها " قال سنو مشيرا للاخبار الأخيرة التي بلغته.
وصف الشخص الذي تم الحديث عنه كان مطابقا ل V .. المقنع الذي اصطدموا به عدة مرات.
لكن القوة التي ابرزها كانت شيئا يسمعون عنه للمرة الاولى.
وحش يستطيع نسخ و محاكاة فراي ستارلایت.
"سنتعامل معه عندما نصطدم به ، في الوقت الحالي لتركز على العدو امامك ".
لم يبدي فراي اي رد فعل يذكر على الأخبار التي سمعها عن V ، مشيرا بأنه لا فائدة من القلق حول خصم سيواجهونه بكل الأحوال.
منطق فراي كان بسيطا و فعالا ، هذه كانت حربا ، و هم سيصطدمون به عاجلا أم آجلا .. وقتها سيقومون بقتله ببساطة.
اما الان ، فهو كان يمنح الأولوية للعدو الماثل أمامه.
"سيدي ! هناك موجة أخرى من الوحوش قادمة !".
بينما انشغل كلاهما بالقتال ، جاء أحد الجنود مسرعا ، معطيا تقريره.
"موجة أخرى من الوحوش قادمة ، و هي أكبر من سابقاتها !".
لقد كانوا منهكين من القتال الطويل و الصعب الذي اضطروا لتحمله ، و ها هم الان يضطرون لمواجهة موجة أخرى.
الجنود بلغوا حدودهم بالفعل و نال منهم الارهاق ، لكن المعركة لم تنتهي بعد.
هم رصدوا حملة أخرى قادمة بالطريق .. و لم تكن بالعادية إطلاقا.
فراي ستارلايت كان أول من انتبه لوجودهم ، بفضل حواسه المعززة.
هو شعر بهم بوضوح ، ما جعله يظهر وجها أظلمت تعابيره.
"إستعدوا ، فكارثة هي تلك التي توشك على النزول فوق رؤوسنا ".
تحذير فراي جعل الجميع من حولهم يأخذون حذرهم لأقصى حد ، فوزن كلماته كان كبيرا بما انه صدر منه.
ببطء ، غوست خرج من الظلال مستشعرا رفقة الاخرين ما تحدث عنه فراي.
بثواني معدودة ، زحف ضباب غريب ناحيتهم.
ضباب تشكل من العدم ، و التهمهم جميعا و كأن أحدهم قد القى قنبلة دخانية عملاقة عليهم.
الضباب اللاذع الذي احاط بهم جعل الكثيرين يذعرون تلقائيا.
"جساسة الضباب ؟" سأل غوست شاحذا حواسه لإقصاها ، بينما نفى فراي على الفور.
"لا ... هذه ليست بجساسة الضباب .." نفى فراي فورا ، فهو كان أكثر دراية بجساسة الضباب.
"إنه وحش من نوع آخر تماما .. وحش أشد فتكا".
ما قاله فراي لم يتسبب بشيء سوى زيادة الذعر للجنود الذين تكتلوا فيما بينهم.
جميعهم أبانوا على قلقهم ، فساحة المعركة قد هدأت بشكل سحري ، و جميع المخلوقات من حولهم قد اختفت بعدما ابتلعها الضباب.
الضباب كان كثيفا جدا لدرجة أنه حجب الرؤية بالكامل ، فبالكاد استطاع أي منهم رؤية ما تواجد امامهم .. و ما زاد الطين بلة هو حقيقة أنه لم يسلبهم الرؤيا فحسب ، بل شل حواسهم ايضا.
الوضع الحالي جعل الجميع يجتمعون بنقطة واحدة ، معطين ظهورهم لبعضهم البعض.
بجانب فراي و سنو ، جاء داون بولارس مسرعا ، رفقة الساحرة سيلينا التي كانت معهم.
"هذا لا يبشر بالخير .. أنا لا أستطيع نشر مجالي مطلقا ".
قالت سيلينا ، حائرة من الطريقة الغريبة التي عمل بها ذلك الضباب السحري.
الهدوء استمر طويلا ، ما جعل التوتر يسودهم.
"من أين سيأتون ؟".
سأل داون محدقا يمينا و يسارا.
الجنود جميعهم اعطوا ظهورهم لبعضهم البعض محدقين بكل الاتجاهات.
نظرا لشل الكلي لحواسهم ، لم تكن لهم من طريقة لمعرفة مصدر الهجوم ، و هذا ما جعل التوتر يزيد بشكل كبير.
الثواني مرت الواحدة تلو الاخرى .. وسط ذلك الصمت و التوتر .. صرخة فراي ستارلايت كانت أول ما كسر الموقف.
"من الأسفل!!!!".
حذرهم فراي بينما قفز على الفور نحو السماء ، لكنه تحذيره جاء متأخرا.
بدون سابق انذار ، الأرض انشقت من تحت اقدامهم ، و من قاع الجحيم .. انفجرت أهوال الموت عاصفة بهم.
عشرات .. بل مئات الايادي الرمادية العملاقة قد انشقت من العدم ، عاصفة بهم الواحد تلوا الاخر.
الجميع حدق بصدمة نحو تلك الايادي الطويلة التي تجاوز طولها ال 100 متر.
المشكلة لم تكن بالقوة التدميرية لتلك الايادي ، بل بما حدث لكل من لمسها.
فأدنى تلامس بسيط يحدث بين البشر و بينها ، سيتسبب بظاهرة مرعبة جعلت الكثيرين ينهارون من الخوف.
في اللحظة التي تلمسهم بها تلك الايادي ، سيتم سلب الحياة من اي كان الذي يتلامس معها.
سيموت جلده ، و يجف لحمه ، و لن يبقى منه سوى العظام.
العملية كانت تحدث بسرعة شديدة و بثواني معدودة ما جعل الرعب يتملك جنود الإمبراطورية كافة.
هم شهدوا بأم اعينهم رفاقهم و حلفاءهم يتحولون لهياكل عظيمة بوقت قياسي.
الايادي زحفت فوق ساحة المعركة بسرعة مهولة مثل الافاعي ، ما هدد بإبادة جماعية تلوح بالافق.
فببضع ثواني ، المئات تحولوا لهياكل عظيمة بالفعل.
لكن و قبل أن يتفاقم الوضع اكثر .. سمع الجميع صوته.
"10 آلاف خطوة من الظل : المهارة الفائقة : موجة الهاوية ".
كان سريعا جدا ، سريعا لدرجة ان أعينهم لم ترى سوى مسارات الهالة البنفسجية التي تركها من خلفه.
مثل عجلة منشار دارت بلا توقف ، فراي مزق الايادي العملاقة جميعها بثواني معدودة ، جاعلا دماءها السوداء الفاسدة تتناثر بكل مكان.
محيطا الهجوم الذي كاد يبيدهم ، ظهر فراي مجددا.
بالمقدمة بسرعة شديدة بينما ركز سيوفه نحو اتجاه معين.
"تمالكوا أنفسكم ، فالعدو أمامكم " هو قال ، مرسلا قوسا عملاقا بدد به الضباب امامه.
"إستعدوا ، فنحن أمام أحد اسياد الكابوس ، الكوزموس ".
ضربة فراي محت الضباب امامه ، و ياليته لم يفعل.
فهو كشف لهم أخيرا الشكل الحقيقي للوحش الذي هاجمهم.
شكل وحش قذر ، زحف من اعماق الجحيم.
بدا مثل الشبح العملاق ، فبشرته كانت ناصعة البياض ، من داخل جسده .. انبثقت مئات الايادي الرمادية العملاقة التي حملته للأعلى ، و شعره كان اسود طويلا جدا مثل الشلال ، امتد ملامسا الأرض.
وجهه كان كابوسا حقيقيا عجز أشجع الجنود عن النظر نحوه و لو لثانية.
بدا و كأن هذا المخلوق هو تجسيد لكل اللعنات ، وحش بشع تجلت به مخاوف الناس اجمعين.
بجانب الكوزموس ، لمح الكثيرون وجودا آخر ، وجود اطلق هالة شديدة القوة.
مرتديا بدلة سوداء ، و حاملا لمنجل عظيم خلف ظهره.
وقف ذلك الرجل الملعون بجانب والدته.
الكثيرون تعرفوا عليه على الفور.
"الهولو لودويغ ..".
همس سنو ليونهارت اسمه ، بينما شد قبضته على الفيرميور مستعدا لإطلاق هيأة ملك الحرب بأي لحظة.
"هذه ستكون معركة صعبة " هو قال ، مشيرا للجنود لكي يتبعوه هو و فراي عندما يحاولون اخضاع اولئك الوحوش.
لكن و قبل أن يخطوا للأمام ، تجمدوا مرة أخرى عندما تم تفجير آذانهم بواسطة صرخة هزت السماء.
صرخة مرعبة لم يسمعوا مثيلها من قبل ، و بنفس الوقت .. ضرب زلزال الأرض من العدم.
معلنا قدوم كابوس آخر.
من بعيد .. هم رأواها قادمة ، فهي كانت أكبر من كل الجبال التي احاطت بهم.
وحش زحف على 8 اطراف ، بعين واحدة فقط و فم عملاق شق جسدها.
"سيدة الثمان ارجل ..".
سيد كابوس آخر.
بمجرد رؤيتها ، اليأس تملك الجنود ، يأس جعل الكثير منهم ينهار أرضا.
خصوصا عندما نزل ضغط هائل من الهالة خانقا اياهم ، فوجود رابع نزل عليهم هو الآخر.
من بعيد .. جميعهم شعروا بقدومه .. رجل يملك من القوة الكثير.
"سيدي .." قال أحد الجنود و الخوف يتملكه .. مخرجا الكلمات التالية بصعوبة من فمه.
"لقد رصدنا أحد قادة العدو .. الشيطان البشري دراغوث " الجندي انهار ضاحكا ، بعدما لم تعد ارجله قادرة على حمله بعد الان.
"هذا جنون .." قال سنو بينما اظلمت تعابيره.
الكوزموس .. سيدة الثمان ارجل ، دراغوث.
جميعهم كانوا وحوشا بلغت قوتها الفئة SS+.
خصوصا الاخير .. ما عدا ضد أبراهام ستارلايت ، دراغوث لم يخسر قط ولا معركة طيلة حياته.
حتى بلحظات جنونه ، السير آلون كان عاجزا عن قتله.
الان ، ذلك الرجل اطل عليهم رفقة اثنين من سادة الكابوس ، و أحد الهولو.
تلك كانت كارثة حلت عليهم.
"سيدي ! للانسحاب ، مالنا سوى الهرب ! نحن سنتعرض للإبادة لو بقينا !!" صرخ الجندي باكيا مناشدا سنو ليعطيهم الامر بالانسحاب.
"يجب علينا الهرب ..".
سنو ليونهارت .. القائد.
هو كان صاحب الكلمة الأولى و الاخيرة ، أوامره هي ما ستحدد مصير الجنود خلفه من الان فصاعدا.
بطل الكنيسة ، محدقا بالاعداء من امامه.
هو ادرك حجم الكارثة .. مهما نظر إلى تلك الوحوش هو لم يخلص سوى لإستنتاج واحد.
هم سيتعرضون للإبادة.
بموقف كهذا ، لم يكن لهم سوى خيار واحد.
الهرب.
ذلك هو خيارهم الوحيد ما إذا ارادوا النجاة.
هو كان على وشك اعطاء الامر ، لكن و قبل أن يفعله.
تجمد جميع الحاضرين داخل ساحة المعركة ، بعدما انتشر ضغط جبار أبعد هالات اسياد الكابوس و دراغوث مجتمعين.
كانت هالة مرعبة هي تلك التي التفت حولهم ، مبعدة.
قوى الاعداء عنهم بالكامل .. صاحبها لم يكن سوى ذلك الرجل الواحد الذي وقف دوما امامهم بالمقدمة.
باعين كادت تنفجر من شدة الضوء البنفسجي الذي غلفها ، و وجه مرعب أبان على استعداد كامل للقتل .. فراي ستارلايت التفت نحوهم.
"الهرب ؟ من سيهرب ؟ و إلى أين سيهرب ؟".
متقدما إياهم ، هو أعلن.
"العدو أمامكم ، فمالي أراكم مترددين ؟".
مستجمعا كل قوته ، صرخ فراي.
"أستيقظوا عليكم اللعنة ! هذه هي الحرب ! نحن الان بساحة المعركة ! و عدونا ماثل أمامنا ، أنى لنا إعطاؤه ظهورنا ؟!!".
"هل تصدقون حقا بنجاتكم في حال هربكم ؟ أنظروا إليهم ! انهم وحوش ! و وحوش خلقت لصيد البشر من.
أمثالنا ! في اللحظة التي تعطونها ظهوركم ، فأنتم موتى بالفعل !".
معيدا انتباهه لما تواجد امامه ، اعلن فراي ستارلايت.
"أفضل الموت كمحارب مات و هو يقاتل ، على أن أدفن كجبان فر خائفا مولي الثرى من اعدائه ".
فراي وضع خطوته الأولى للامام ، غير آبه بأي كان الامر الذي سيصدره سنو ليونهارت.
بجانبه .. اشتد ظله ، لتخرج سانسا منه و هالة سوداء تغلفها.
"أراك مقدما على خطوة جنونية أخرى كعادتك ، ماذا ستفعل لو رفض الجميع القتال معك ؟ هل ستجابههم بمفردك ؟" سألت سانسا متنهدة من الانتحاري الذي علقت معه ، لكنه ضحك فقط ردا.
"بالطبع لا ، فأنا أعلم انك سترافقينني ، لذلك .. ".
مشيرا ناحية سيدة الثمان ارجل العملاقة التي اقتربت من بعيد حاجبة السماء بحجمها الهائل .. قال فراي بابتسامة مرحة.
"أود منك تولي امرها ".
معطيا إياها طلبا جنونيا ، حدقت سانسا بسيدة الثمان ارجل ثم فراي تواليا.
"أحقًا تريدني أن أقاتل ذلك الشيء ؟".
سيدة الثمان ارجل كانت عملاقة لدرجة انها كانت بعيدة عنهم بعشرات الكيلومترات ، رغم ذلك ظهر بشكل جلي لهم من شدة حجمها.
فراي أراد من سانسا أن تتولى امرها بمفردها.
"أثق بأنك قادرة على ذلك .. و في حال حدوث أي طارئ ، فسأذهب لإنقاذك لذلك لا داعي للقلق " قال فراي مستديرا ناحية سنو و الاخرين.
"سأتولى امر قائدهم ، و سانسا هنا ستصد سيدة الثمان ارجل .. ما يترك لكم الكوزموس و ابنها الملعون ، ما رأيك يا سنو ؟ هل سترافقني مرة بعد ؟ أم انك ستهرب بينما تجر من خلفك ذيل الهزيمة ؟".
محدقا به ، دفع فراي صديقه البطل لاتخاذ القرار.
سنو معطيا صديقه نظرة ، ثم الجنود الخائفين من خلفه.
هو تنهد مستسلما.
"أشعر أنني لو إنسحبت هنا ، فلن أتمكن من اللحاق بك ما حييت يا فراي ".
بينما زحفت الرونيات الذهبية من فوق جلده .. تقدم سنو ليونهارت للامام.
"جنود الإمبراطورية ، من يريد منكم الهرب ، فلن اوقفه ، و لن ألومه .. فالعدو امامنا لا يعرف الرحمة ..".
"لكن لهذا السبب بالذات .. نحن يجب أن نوقفهم هنا و الان ، و إلا فالهزيمة و الموت هم كل ما ينتظرنا ".
محدقا بالجنود من حوله ، و الرفاق معه .. اتخذ سنو قراره.
"نحن سنقاتل!!".
هو اعلن بحزم ، ما جعل فراي يومئ له بابتسامة.
بجانب سنو ، بقي غوست بالخلف للمساعدة رفقة جنود الإمبراطورية الاخرين.
اعداؤهم كانوا اشداء ، لكن فراي و سانسا اظهروا استعدادهم لصد 2 منهم بمفردهم.
كانت تلك مغامرة كبيرة ، لكنهم كانوا مضطرين لاخذها.
العديد من الجنود ترددوا ، اما فراي فلم يترك لهم الوقت للتفكير حتى.
"حظا موفقا ".
هو قال قبل أن تضرب اقدامه الأرض قافزا بنفسه نحو ساحة المعركة التي اختارها بنفسه.
من خلفه ، تمددت اجنحة مظلمة من خلف ظهر سانسا قبل أن تطير بسرعة الصوت نحو الاتجاه الآخر مستهدفة سيدة الثمان ارجل.
ذلك الوحش الهائل سيسبب كارثة في حال وصوله ، لذلك اضطرت الأميرة الشيطانية لصدها بعيدا مهما كلف الامر.
اما سنو و من معه ، فلم يكن لهم سوى الاندفاع نحو الكوزموس و الهولو المرافق لها.
معارك طاحنة كانت على وشك الاندلاع ، معارك قد تحدد بشكل كبير ما ستؤول إليه الحرب.
مستهدفا دراغوث ، فراي لمح أخيرا الرجل الذي هزمه والده ذات مرة.
عدو قوي بلغ قمة الفئة SS+ .. وحش وصف بالخالد.
مدركا أنه على وشك مقارعة شخص كهذا ، فراي لم يستطع إخفاء تلك الابتسامة المرعبة التي شقت وجهه بعد الان.
ممسكا بقناع النايملس ، هو وضعه فوق وجهه على الفور ، مخفيا تعابيره بينما تمسك بسيوفه.
مثل نيزك بنفسجي هادر ، هو اندفع نحوه.
نحو دراغوث ، الشيطان البشري.