بدأت الأحداث بالتسارع ، و لهو تصادم كارثي ذاك الذي اوشك على الحدوث.
شرق قارة الالتراس ، باحد أراضي الدم الادنى.
...
تواجدت مدينة قديمة محيت من التاريخ ، كان اسمها يارنام.
تلك المدينة شهدت من الازدهار و التطور الكثير ذات يوم ، لكن الزمن لم يكن رحيما بها ، و لم يبقى منها سوى الانقاض.
وسط الدمار والأطلال ، جلس رجل واحد بالانتظار ، تحت شجرة ميتة كانت ذات يوم مظله الوحيد.
الشيطان البشري دراغوث و على عكس طبيعته الوحشية المعتادة ، هو بدا هادئا حقا هذه المرة.
مرتديا رداءا اسود طويلا ، و واضعا سيفا عظيما فوق حجره.
اعينه الحمراء حدقت لوقت طويل بالدمار من حوله.
كان المكان مسالما ، و رياح خفيفة لعبت بشعره الاسود.
الطويل.
..
الشيطان البشري حدق لوقت طويل بمسقط رأسه ، الدمار ، الحطام ، و الموت هو كل ما تبقى بذلك المكان.
و عندما نال كفايته أخيرا ، هو أغمض عينيه تاركا.
...
الذكريات تجرفه بعيدا .. تأمل كثيرا ، لكنه سرعانما فتح تلك الاعين مرة أخرى.
فأرض يارنام القديمة لم تستقبل شخصا واحدا بذلك اليوم ، بل إثنين.
عندما فتح دراغوث اعينه ، هو كان أمامه بالفعل.
لم يصدر صوتا ، ولا ضغطا ، هو ظهر هناك من العدم امامه.
شاب أصغر منه بكثير ، حامل لسيفين مظلمين ، يخفي وجهه بقناع عجيب لم يبرز سوى اعينه التي اضاءت.
بوهج مظلم خافت.
...
لقد وصل عدوه المرتقب أخيرا.
محدقين ببعضهم البعض ، لم يقم أي منهما بأي حركة.
المعارك الاخرى كانت قد بدأت بالفعل ، أصوات الدك التي سمعوها من بعيد كانت خير دليل.
أما هنا في يارنام ، فلم يقدم اي من الطرفين على أي خطوة.
ارى أن الكثير يشغل بالك ، يابن آبراهام " كان دراغوث أول من بادر بكسر الصمت ، و من جهة أخرى.
فراي ستارلایت ازال قناعه كاشفا عن وجهه الذي حمل ابتسامته المعهودة.
"لا .. كل ما في الامر أنني متفاجئ قليلا " ضحك فراي لبرهة ، قبل أن يشير بسيفه ناحية دراغوث.
"إعذرني ، فأنا جئتك هنا معتقدا أنني سأواجه الوحش.
عديم العقل ذاته الذي لا يعلم يمينه من يساره ، لكنني أرى أنك استعدت توازنك بالفعل ".
منذ اندفاعه نحو ساحة المعركة ، فراي كان مستعدا للتطاحن على الفور ضد دراغوث و سحقه بكل ما يملك من البداية.
لكن عدوه فاجأه بضبط نفس غير معهود منه ، بالواقع دراغوث لم يطلق أي نية قتل تجاه فراي ، و هذا ما جعله يتريث باللحظة الاخيرة ، فاتحا المجال للحديث مع عدوه.
محدقا بالمكان من حوله ، احدث فراي مرة أخرى دون التحرك من مكانه.
....
"إذا لم أكن مخطئا ، هذه هي مدينة بارنام القديمة هل العودة لمسقط رأسك بعد طول غياب هدأتك جاعلةً إياك تقمع نفسك يا ترى ؟ ".
كلمات فراي الأخيرة حملت العديد من الدلالات بين.
حروفها.
..
فرغم انه بدا هادئا ، إلا أن فراي استطاع ملاحظة حالة خصمه.
فدراغوث كان بالكاد بمسك نفسه حتى الان ، مخفيا.
تلك الرغبة الوحشية بالقتل ، خصوصا عندما يكون خصمه إبن أكثر شخص احتقره بحياته.
..
رغم الغليان داخل صدره ، و الجنون الذي لم يستطع.
كبحه كثيرا.
...
إلا أن دراغوث تماسك ، مواصلا الحديث بدل تبادل.
الضربات.
فراي" ستارلایت ، لدي سؤالان لك ، لا ثالث لهما و هذا كل ما ستسمعه مني قال دراغوث رافعا اصبعين.
أما فراي فأمال رأسه مظهرا فضولا حقيقيا تجاه ايا كان الذي اراده الشيطان البشري.
هات ما لديك " قال فراي موافقا على السير بالتيار.
الذي اراده دراغوث.
هذا الأخير عابسا ، سأل سؤاله الأول.
هل تعتقد حقا ، أنك تملك الفرصة للفوز بهذه الحرب ؟".
سؤال الشيطان البشري الأول لم يكن متوقعا ، ما جعل فراي يعبس تلقائيا.
لكن دراغوث واصل الحديث قبل أن يجيب فراي.
"لقد سمعت الكثير عنك ، و انا واثق من ان اعينك ترى أكثر بكثير مما يراه غيرك .".
ما نحن سوى واجهة بهذه الحرب ، بيادق تلعب بمسرحية يسيرها شخص آخر .. و ما لنا من حول ولا قوة أمام ذلك الشخص .".
...
مشيرا لنفسه ، قال دراغوث بغضب واضح.
" أنظر إلي ، لقد وصفوني ذات يوم بالبطل الاعظم.
بتاريخ الالتراس ، لقد فعلت كل ما إستطعته للوقوف و القتال ضدا ايا كان من يحرك الاوتار ، كسرت العقد الشيطاني ، و ضحيت ببشريتي .. ثم مالذي حققته ؟".
"لقد خسرت أمام والدك ، لكنني لم أمت ، بل تم جر جسدي هذا ، و عذبت لسنين طويلة محتجزا إلا أن نال مني الجنون ، من قبل الأشخاص الذين يقودونك بهذه الحرب ... سواءا أنا ، آبراهام ستارلايت .. كلانا كنا مجرد بيادق ، أكثر حيوية من باقي البشر ، لكن في النهاية لا نساوي شيئا أمام القوة الحقيقية ".
....
...
والدك كان هائلا ، أثق أنه تجاوز العتبة فقد رأيتك بعيني ما يقدر عليه ، لكن حتى بقوته تلك ، هو مات دون أن يستطيع فعل شيء ، اما أنا ، فلا ازال حيا لانهم اعطوني الاذن للحياة ببساطة .".
أعداءك كثر ، يا فراي ستارلايت ، و لا تزال وحوش اشد ضراوة بكثير تجلس هناك بالانتظار ، فأنت قد.
تصادمت مع البعض منهم بالفعل.
كلمات دراغوث الاخيرة جعلت فراي يضيق من اعينه لا.
شعوريا ، فالمقصود بالكلام الاخير هم شياطين الرتب الاعلى التي جاءت مؤخرا طارقةً بابه.
ما الفائدة من القتال هنا ؟ يا فراي ستارلايت ... التيار.
الذي تقف ضده شديد ، و ليس بمقدور محض بشر الصمود أمامه .".
النقطة التي اثارها دراغوث كانت صحيحة تماما ، لكن فراي لم يتوقع أن يسمعه منه هو من بين كل الناس.
لكن دراغوث لم يقل أي شيء جديد ، بل فقط ذكر فراي بما كان يستعد لخوضه فحسب.
..
لهذا السبب بالذات ، غلفت تلك الهالة البنفسجية جسد فراي بينما خطى خطوة واحدة للامام ، و اعينه تطعن بخصمه.
"أنت تتحدث كثيرا ، ايها الشيطان البشري .. اسرع و.
هات سؤالك الثاني.
فراي لم يضطر لاعطاء اجابة بفمه ، فاستعداده الحالي.
لقتال كان كافيا ليعطي دراغوث الاجابة التي أراد.
فراي ستارلایت كان مستعدا لخوض هذه الحرب حتى النهاية ، أيا كان ما سيواجهه بالطريق.
واقفا من مكانه ، حاملا سيفه العظيم.
..
...
أخيرا ، اختفى العبوس من وجه دراغوث مبدلا اياه بابتسامة وحشية اظهرت تعطشه الحقيقي للدم.
انت حقا لا تهاب الموت اليس كذلك ؟ اذا دعني أعطيك سؤالي الاخير ".
بينما غلفت جسده هالة مظلمة من البرق الاسود الذي انفجر من حوله مصدرا صوت هدير مهدد .. تحدث.
دراغوث مظهرا وجهه الحقيقي.
..
"أيحسب غر مثلك ، أنه قادر على هزيمتي ؟!".
مفجرا هالته ، بينما تضخمت ابتسامته أكثر و أكثر.
ممزقة وجهه.
أما فراي ، فرد الضغط بضغط أعظم منه ، مظهرا نفس التعابير المريضة التي اشتاقت للقتل.
و مرة أخرى ، لم يكن هنالك من حاجة للكلمات للاجابة.
سواءا دراغوث أو فراي.
...
كلاهما فجر الأرض من تحته ، قاذفا بنفسه نحو عدوه.
بسرعة تجاوزت حدود العقل.
اطلال يارنام القديمة طمست ، و الأرض انشقت بعد التصادم العنيف بين اثنين من الوحوش المتعطشة للدماء.
الهالات تصارعت فيما بينها ، و كلا المقاتلين حاولا الدفع للامام ، ذلك كان صراعا مطلقا للقوة الجسدية الجبارة.
صراع اكتسب فيه دراغوث الافضلية بعدما دفع فراي للخلف بسرعة مرعبة ، مخترقا بجسده كل ما تواجد.
بطريقهم.
...
هو واصل تدمير الاطلال بواسطة جسد فراي الذي لم يستطع الصمود امامه ، إلا أن اصطدم كلاهما بجبل عظيم تواجد من خلفهما.
لكن قوة دراغوث الجسدية قد كانت طاغية لدرجة أنه واصل دفن فراي داخل الجبل صانعا نفقا عملاقا بواسطة ظهر خصمه.
ضائعين داخل الجبل ، هناك بالداخل حيث لم يتواجد سوى الظلام.
ضحك دراغوث بصوت عالي ، بينما تمسك بسيفه مرسلا قطعا سريعا جدا ، ضربة غلفتها اورا البرق الأسود المتفجر.
الضربة ارسلت موجة هائلة قطعت قاعدة الجبل لنصفين من شدة القوة الجبارة التي احتوتها.
لكن تلك الضربة العظيمة قد توقفت بنصف الطريق ، عندما إصطدمت بمعدن اشد صلابة.
فراي ستارلايت صد الهجوم ، موقفا سيف دراغوث العظيم ، ثم بدون سابق انذار.
انفجر وجه بنفسجي يعمي الابصار بوجه دراغوث.
وهج ابتلع الجبل بأكمله ، ثم باقل من ثانية .. تحول النصف العلوي الذي قطعه دراغوث إلى مئات القطع بعدما اجتاحته آلاف السلاشات المظلمة.
جسد دراغوث علق وسط تلك المجزرة ، بينما ظهرت مئات علامات السيف الدموية عليه ، جاعلة دمه ينسكب ارضا بغزارة.
بأقل من ثانية ، فراي ستارلايت ارسل آلاف الضربات سافكا دماء الجسد الذي افتخر دراغوث بقوته.
وجها لوجه ، التقت عين فراي البنفسجية بتلك الحمراء الخاصة بدراغوث مرة بعد مرة.
لكن هذه المرة ، احدهما اظهر الالم ، بينما الآخر بدا مثل.
وحش جائع أراد ابتلاع كل ما تواجد بطريقه.
"لا تسئ الفهم ، دراغوث ".
ب و و و و م
!!!.
بسلاش عظيم مزق الفراغ نفسه ، ارسل فراي خصمه طائرا إلى أن عاد طول الطريق نحو يارنام التي بدأ منها كل شيء.
"ما تراه أمامك الان ، هو وحش من عيار آخر ، يختلف كليا عن آبراهام ستارلايت".
مستعملا انتقاله الآتي ، طارد فراي دراغوث لحظيا.
"تأكد أنني و على عكس والدي ، لا أترك خصومي على قيد الحياة!".
سيوف فراي كانت شديدة السرعة بشكل مرعب ، وحشية و ضراوة جعلته يمزق لحم خصمه بلا توقف ، بينما تسربت نية القتل الكثيفة تلك دون توقف.
دراغوث مستقبلًا كل تلك الضربات ، و كل ذلك الضرر المرعب .. هو لم يبدي أي علامة للتراجع.
بل بابتسامة مرعبة ، هو إنقض بفمه ملتهمًا جزءًا كبير من رقبة فراي ، بينما ضحك بشدة.
"حقا ؟ وحش من نوع آخر ؟! لكن طعم دمك لا يختلف اطلاقا عن سائر البشر !!".
صرخ دراغوث بصوت عالي شبيه بهدير الرعد ، بينما تعالجت جروحه تلقائيا ، ثم ملوحا بوحشية بسيفه.
دراغوث ارسل شعاعا مدمرا من البرق الاسود الذي ابتلع فراي تماما.
"أسلوب غضب رايجين : Ragnarok Discharge".
طاعنا الأرض بسيفه ، احاطت دائرة مظلمة بالمساحة من حول دراغوث ممتدة لمئات الامتار بكل الاتجاهات.
ثم و بدون سابق انذار.
انشقت السماء ، و نزل محلاق هائل من البرق الأسود ، عمود هائل ابتلع الأرض و حرق كل شيء بنطاقه.
و كأنه هجوم نزل من عالم آخر تماما.
وسط صوت هدير الرعد ، و ضحك دراغوث الجنوني .. احترق فراي بشكل تام وسط ذلك الجحيم إلى أن تفحم جسده و احترق تماما ما جعل ملامحه تتشوه بشكل تام.
...
منظر فراي المشوه ، و اللحم المحروق و الدم المتسرب .. كلها كانت نتيجة هجوم واحد وحشي من دراغوث طغى به تماما على خصمه.
دراغوث ضحك بشدة ، ثم بدون سابق انذار ، إنقلبت ابتسامته لشيء آخر تماما عندما استعمل فراي ستارلايت انتقاله الآتي و ظهر امامه.
بحالته تلك ، التي كشفت على عظام وجهه بعدما.
احترق اللحم و الجلد من فوقه ، هو انقض على دراغوث ملتهمًا اذن هذا الأخير و جزء كبيرا من جمجمته بعضة واحدة وحشية.
فراي بدا مثل وحش زحف من قاع الجحيم ، وحش جعل دراغوث يتراجع بعيدا عنه لا شعوريا.
فراي مضغ اللحم القذر داخل فمه بضع مرات ، قبل أن يبصق الدم و اللحم أرضا.
بضحكة مريضة ، هو تمسك بسيوفه منفرجا بوجه دراغوث.
"في النهاية ، مذاق لحم الشيطان البشري لا يختلف كثيرا عن قطعة البراز القذرة ! اتساءل مما صنعت بالضبط ؟ دراغوث ؟!!".
صرخ فراي بجنون بينما اجتاحت جسده نار بنفسجية هادرة .. ثم بلمح البصر.
تجدد جسده بسرعة مهولة ليعود لسابق عهده.
ثم مستعملا انتقاله الآني مرة أخرى ، هو ظهر من خلف ظهر دراغوث.
هذا الأخير استدار على الفور قاطعا بسيفه مفجرا الأرض من وراءه ، لكنه لم يصب شيئا سوى السراب.
ففراي ظهر بجانبه الآخر بالفعل.
ثم بدون سابق انذار ، هو طعن سيفه عميقا داخل صدر دراغوث.
بابتسامة مرعبة متعطشة للدماء ، صرخ فراي.
"الانبعاث!!".
أمام أعين دراغوث الذي لم يستوعب ما كان يراه .. تشقق جسد فراي بينما مرسل هادر من الاورا ناحية سيفه.
مفجرا الانبعاث النووي من خلال سيفه ... محق فراي جسد دراغوث رفقة المساحة من حولهم بأكملها.
الاورا التي فجرها كانت هائلة لدرجة أن عمودا بنفسجيا اخترق السماء .. ممزقا إياها مرة أخرى من بعد هجمة الرعد التي استعملها خصمه.
هجوم فراي المرعب ذاك قد ترك جسد خصمه بحالة مرعبة ، فصدر دراغوث رفقة ذراعه الايسر و النصف الايسر من وجهه قد طمسو تماما ، و لم يبقى شيء سوى الفراغ.
دراغوث بدا مصدوما لوهلة ، لكنه سرعانما تمالك نفسه مطلقا عويلا وحشيا هز الفراغ من حوله.
ثم بثواني معدودة ، تمدد اللحم و العظم مرة أخرى داخل جسده مالئين الفراغ و معيدين اياه لهيأته الاولى.
ثم بمجرد تجدده ، هو تصادم مع فراي مرة أخرى.
كلاهما مزق الاخر بوحشية شديدة ، كل قطع بالسيف كان يمزق الأرض من تحتهما ، الشيطان البشري الذي لا يموت ، و فراي ستارلايت الذي لا ينفع الضرر الجسدي.
ضده.
كانت معركة وحشية تماما بين وحشين لا يهتمان مطلقا بما قد يصيب اجسادهما.
دراغوث أستعمل القوة الغاشمة ، اما فراي فهو كان سريعا بشكل جنوني و كل واحدة من ضرباته تركت الكثير من الضرر.
مدركا لتفوق خصمه عليه من حيث السرعة ، اشتدت الاورا من حول دراغوث بينما غمره وهج رمادي عجيب.
"خطوات البرق ".
مفعلا لمهارة خاصة ، تحرك دراغوث خطوة واحدة للامام ، فإذا به يظهر من خلف فراي قاطعا لحمه و ممزق كتفه.
سرعة دراغوث تضاعفت عدة مرات ، مواكبة تلك الخاصة بفراي.
هذا الأخير عوض الضرر على الفور ، بينما اختفى رفقة دراغوث.
كلاهما تحرك بسرعة شديدة ، كانا يظهران لوهلة مصطدمين ببعضهما البعض ، ثم يختفيان على الفور تاركين خلفهم لاشيء سوى الدمار.
تكرر التبادل آلاف المرات بثواني معدودة لدرجة أن الفراغ نفسه ارتجف من شدة التبادل.
اجسادهما تركت عشرات المسارات من الهالة المتفجرة التي تشابكت فيما بينها ، كل واحد منهما يحاول الحصول على السيادة من الآخر.
برق مظلم شديد البأس ، و ظل بنفسجي بالغ القوة.
الصدام استمر لوقت طويل ، و بسرعة شديدة لا ترى بالعين.
و مع كل تبادل ، ظهرت عشرات الاصابات الدموية على كليهما.
دراغوث مستجمعا كما مهولا من اورا البرق ، متمسكا بسيفه العظيم ، هو قذف نفسه ناحية فراي ممزقا السماء.
"غضب رايجين : ناب الوميض !".
هجوم دراغوث شق كل ما تواجد بطريقه لنصفين ، و هدد بطمس جسد فراي.
لكن هذا الاخير اختفى في اللحظة الاخيرة ، ثم من العدم.
انبثقت آلاف النسخ منه بطرفة عين ، محيطة بدراغوث من كل مكان.
"10 آلاف خطوة من الظل: السراب".
فراي باقل من ثانية اظهر 10 آلاف نسخة كاملة ، نسخ جميعها توهجت بوجه دراغوث الذي لم يفهم ما كان يراه.
النسخ جميعها صرخت بصوت واحد ، بينما غطت الاورا سيوفهم أجمعين.
"10 آلاف خطوة من الظل: القاطع الأسود!".
في تلك اللحظة ، اطلقت 10 آلاف نسخة من فراي 10 آلاف قاطع أسود نحو جسد دراغوث.
10 آلاف قوس أسود مزقوا جميعا الشيطان البشري بلا رحمة ، لدرجة أنه تحول لعجينة دموية من شدة الهجوم الوحشي الذي تلقاه.
دماء دراغوث نزلت من السماء كالشلال ، بينما هوى نحو الأرض بسرعة مرعبة.
لكن و قبل أن يلمس ظهره الارض.
ظهر فراي اسفله ، رافعا سيفه نحوه معولا على خوزقته بهجوم كاسح.
من خلال شفتي فراي ، هو نطق باسم هجومه في اللحظة التي اخترق بها سيفه ظهر خصمه.
"الانبعاث".
جسد دراغوث لم يستطع لمس الأرض قط ، ففراي طمسه تماما بانبعاث نووي آخر محاه به من الوجود.
تلك كانت هجمة وحشية تركت حفرة عملاقة فوق الأرض التي نالت كفايتها من الدمار.
الاورا البنفسجية المتفجرة اخذت وقتا طويلا لتنقشع ببطء ، كاشفة عن الكارثة التي تسبب لها الورد ستارلايت.
هذا الأخير جالسا فوق حافة الحفرة ، متكئا على يد واحدة .. هو حدق نحو الاسفل ، تحديدا بقاع الكارثة التي تسبب بها.
هناك ، ظهر دراغوث جاثيا على ركبتيه بينما يتنفس بصعوبة.
جسده كان يتجدد ببطء كاشفا عن معالمه بعدما طمسه هجوم فراي الأخير.
"أنت مثير للشفقة ، ايها الشيطان البشري".
قال فراي باعين حملت ازدراء و خيبة امل واضحة تجاه الرجل الماثل امامه.
"لا تخبرني بأن هذا كل ما أنت قادر عليه ".
محدقا بخصمه الراكع ارضا ، فراي نهض مرة أخرى مظهرا وجها يكاد يدعس حشرة من نوع ما.
حشرة لا قيمة لها بعالمه.
"توقف عن العبث معي و إبدأ القتال بشكل جدي ايها اللعين ، فأنا لم آتيك هنا لأرى حالتك المثيرة للشفقة هذه ".
كلماته هذه كانت مدعومة بالاطلاق الكلي لهالته الكاملة.
ضغط جبار من الفئة SSS جعل دراغوث يسقط ارضا من الركوع ، إلى الرقود.
ساقطا ارضا هناك ، فراي هدد بدفنه عميقا بهالته لوحدها.
وسط جحيم الهالة تلك ، دراغوث صر على اسنانه بينما تلوت عروق الغضب فوق وجهه مثل الديدان .. لكن سرعانما تحول ذلك الغضب .. إلى يأس شديد عندما ادرك ضعف حيلته أمام خصمه.
فراي ستارلايت لم يعد نفس الشاب الذي كان عليه بالماضي ، هو لم يعد نفس الشخص بعد الان.
بل تحول لشيء آخر تماما.
نوع آخر من الوحوش .. وحش مختلف عن آبراهام ستارلايت.
دراغوث رآه مرة من قبل ، قبل سنة واحدة عندما حدثت المطاردة.
وقتها فراي بدا ضئيلا جدا لدرجة أن الشيطان البشري لم يعطه اهتماما من الأساس ، لكن الواقع إنقلب رأسا على عقب ، بأقل من سنة واحدة.
مالذي حدث بالضبط ؟ كيف ؟.
'مالذي فعله ليكسب كل هذه القوة ؟!'.
لعن دراغوث ، بينما أحس بشعور لم يعش مثيله من سنين.
منذ معركته ضد ابراهام ستارلايت التي سحقه بها هذا الأخير.
الهزيمة تدنو منه ، و الموت سيصاحبها.
في تلك اللحظات المعدودة ، من اليأس و عدم التصديق.
تدفقت ذكريات مدفونة عميقا .. لأوقات قديمة.
الوقت الذي سجن فيه دراغوث سرا ، عميقا داخل أحد زنازين الإمبراطورية.
بذلك المكان ، هو تعرض للتعذيب من ذلك الشخص .. ذلك الوحش الذي اذاقه من العذاب ما جعل الجنون يتملكه فيما بعد.
دراغوث خسر مرة واحدة ، و نتيجة لخسارته تلك ، هو اضطر لتحمل الجحيم .. جحيم العذاب و الويل ، و الجنون.
كل ذلك بسبب هزيمة واحدة ، و هاهو الان يوشك على تذوقها مرة ثانية.
ذلك الضغط .. ذلك اليأس ، كلها عوامل اثرت كثيرا على دراغوث ، ما جعله يضغط الزر لا تلقائيا.
بدون سابق انذار ، تغير تدفق الهواء بذلك المكان .. و اهتزت الارض بلا حسيب و لا رقيب .. من تحت اقدام دراغوث الذي نهض من جديد.
اضافره حفرت عميقا داخل الارض ، و جسده تلوى بشكل مرعب كاشفا عن اهوال مخفية بالداخل.
اعينه الحمراء اختفت تماما ، و لم يترك سوى البياض و الفراغ.
مخرجا اطنانا من الهالة اللزجة شديدة القوة ، هالة مرعبة و مظلمة زحفت فوق الأرض .. الشيطان البشري نهض مرة أخرى ، ممسكا بسيفه جارا اياه من خلفه.
الضغط الذي اصدره ذلك الرجل الذي بكى كل الدم من عينيه كان شيئا آخر تماما .. مستوى مختلف من القوة التي جلبت الشعيرة لجسد فراي.
هذا الأخير كان شاهدا على لحظات جنون الوحش الماثل امامه .. أمام ذلك المشهد الوحشي ، فراي ضحك بخفة.
"أخيرا".
هو وضع قناع النايملس ، بينما مشى ناحية خصمه هو الآخر.
دراغوث تحول لشخص آخر تماما ، ما جعل فراي يضحك لا اراديا.
"أفترض أن الاب و الابن يشاركان نفس الجنون ، اليس كذلك ؟".
لقد كانا متشابهين بشدة .. كيف ان عقولهما تهرب بعيدا عندما يشد الضغط عليهما.
سواءا دراغوث الذي يتلبسه الجنون.
أو ابنه ... V الذي يتحول لشخص آخر تماما عندما يدنو الموت منه.
تلك كانت عائلة ملعونة حقا.
واقفًا أمام الهيأة الحقيقية للشيطان البشري ، فراي ستارلايت استعد للمعركة الحقيقية.
"هلم إلي ، بكل ما لديك .. ايها الشيطان البشري".
تلك لم تكن سوى اشارة البداية ، لصدام أكثر وحشية من سابقه.
...