بالجهة الأخرى من بؤرة الحرب تلك التي نشأت بين الإمبراطورية و الالتراس .. بعيدا عن المجزرة التي تسبب بها فراي ستارلايت و دراغوث.
صدام وحشي آخر كان على وشك الاندلاع ، عندما شق ذلك الوحش العظيم طريقه نحو البشر عازما على.
ابادتهم.
سيدة الثمان ارجل هي مخلوق هائل عاش منذ القدم .. مخلوق عظيم يتغذى على ابناءه ليزداد قوة.
في حال بلوغ ذلك الشيء ساحة المعركة ، كان ذلك سيعني النهاية لجيش الإمبراطورية ، و لهذا السبب .. حلقت شيطانة معينة بسرعة شديدة ممزقة السماء بأجنحتها.
سانسا فاليريون ، وجها لوجه مع ذلك المخلوق البشع ، هي ادركت أخيرا الحجم الحقيقي لسيدة الثمان ارجل.
وحش هائل تجاوز حجمه اعتى الجبال ، لدرجة أن سانسا بدت مثل النملة بمقارنة بها.
سيدة الثمانية ارجل ، و مع كل خطوة تخطوها .. هي كانت تتسبب بزلزال يهز الارض من تحتها.
حتى بحالتها الشيطانية ، سانسا لم تستطع فعل شيء سوى الشعور بالرهبة تجاه ذلك المخلوق الذي لم ترى.
وحشا بحجمه من قبل.
سيدة الثمانية ارجل حجبت السماء تماما ، و بدا طولها و كأنه تجاوز ال 200 متر بسهولة.
"علي إيقاف هذا الشيء هنا .".
برؤيتها عن قرب ، سانسا ادركت انها لا تملك الخيار ، فهي عليها مقارعة ذلك الوحش و منعه من التدخل بساحات المعركة الأخرى ، و إلا فستحل كارثة عليهم.
لكن و على الرغم من اقترابها الشديد منها ، إلا أن سيدة الثمان ارجل لم تعر سانسا اي انتباه ، بل واصلت الزحف فحسب ناحية التجمع الاكبر للبشر حيث تواجد سنو و رفاقه.
مستجمعة قوة الظلال الخاصة بها ، زحفت عشرات الخطوط المظلمة فوق جلد سانسا مستعدة للقتال.
"لنر إلى متى ستتجاهلين وجودي ".
بحركة من يدها ، توسع ظل هائل ليشمل مساحة كبيرة من تحت سيدة الثمان ارجل.
من داخل ذلك الظل ، استجمعت سانسا كما كبيرا من الاورا مشكلة الآلاف من افاعي الظل التي انبثقت دون سابق انذار ، بينما زحفت فوق جسد سيدة الثمان ارجل ملتفة حولها باحكام.
فوق اطرافها الثمانية ، و حتى جسدها الرئيسي.
أصبح جسد السيدة محاطا بعدد مهول من الافاعي التي بدت مثل الحبال .. حبال احتجزت السيدة بالقوة مانعة اياها من التقدم أكثر.
مغلفة اياها بالسوآد ، سانسا مدت يديها باسطة اياهم للامام بينما ظهرت العروق من تحت جلدها شديد الصلابة.
سانسا اظهرت وجها مشدودا ، و كأنها قد دخلت في صراع شد حبل مع 100 الف رجل.
هي شعرت و كأن جسدها سيتمزق باي لحظة من شدة الضغط الذي سلط عليها ، فحبالها المظلمة بالكاد أوقفت سيدة الثمان ارجل بضع ثوان.
عندما ظنت سانسا انها نجحت بإيقافها ، فإذا بسيدة الثمان ارجل تفتح فمها صرخة مطلقة صرخة.
و ليست أي صرخة.
عندما خرجت من فم وحش بذلك الحجم ، تلك كانت بمثابة انفجار نووي هز الارض و السماء على حد سواء.
موجة صوتية فجرت طبلتي اذني سانسا ، و مزقت ظلالها تماما ، لتتحرر السيدة بسهولة.
في تلك اللحظة ، هي اعطت اهتمامها أخيرا لسانسا ، محدقة بها بعينها الوحيدة ، عين بدت مثل الكوكب المستدير من شدة حجمها العظيم.
السيدة بحركة واحدة ، جعلت اثنين من اقدامها العنكبوتية العملاقة ترتفع نحو السماء ، خالقة مشهدا مذهلا ، فأطرافها بدت مثل جذوع اشجار هدّدت بتجاوز السماء.
ثم بدون سابق انذار ، نزلت تلك الاطراف من السماء ، مستهدفة سانسا بسرعة شديدة مقارنة بحجمها.
رغم أن سانسا رأت الهجوم قادما ، إلا انها لم تستطع فعل الكثير.
فأقدام السيدة بدت مثل اثنين من النيازك ، نيازك شديدة السرعة لم يكن هنالك من طريقة لتفاديها.
فلم يكن لها سوى استقبال الهجوم بجسدها.
سانسا شعرت في تلك اللحظة و كأن العالم قد إنقلب رأسا على عقب ساحقا إياها ، فجسدها هوى إلى اعماق الأرض بلا رحمة ، بينما دفن بإستمرار تحت وطأة هجوم السيدة.
الدمار الذي خلفه ذلك الهجوم البسيط قد كان على مستوى آخر تماما ، فالارض لم تصنع لتتحمل هجوما كهذا بالمقام الأول.
بين الدمار و الحطام ، حدقت السيدة لبعض الوقت بالكارثة التي تسببت بها ، قبل أن تغادر و كأن شيئا لم يكن.
هي زحفت على 8 ارجل ، ما جعل سرعتها كبيرة جدا.
مخلوق كهذا كان يهدد بمهاجمة قوات الإمبراطورية ، و كارثة هي تلك التي اوشكت على الحدوث في حال تحقق ذلك.
السيدة واصلت التقدم ، اما خلفها.
فمن اعماق الأرض ، زحفت شيطانة مكسورة الجسد بعدما خسف بها الهجوم الاخير.
جسد سانسا كان صلبا جدا بشكل مرعب ، لكن و رغم ذلك ، هي شعرت و كأن كل عظمة بجسدها قد تفتت جراء الهجوم الاخير.
عين سانسا المظلمة بقيت مركزة على السيدة بينما خرجت أخيرا زاحفة من حفرة الدمار التي دفنت بها.
"هل أنا مجرد نملة .. تدهسينها بسهولة ، ثم تواصلين طريقك بكل بساطة ؟".
سألت سانسا مبرزة ابتسامة مرعبة بينما ظهر الغضب بشكل جلي على وجهها.
الشيطانة شدت قبضتها بعنف ، قبل أن تركل الارض و تطير من جديد ملاحقة السيدة.
"سأُريك .. " قالت سانسا بينما انبثقت الظلال من داخل جسدها دون توقف.
"سأجعلك تعلمين .. معنى الرعب !".
من خلف ظهر سانسا ، خرجت مئات .. بل آلاف المجسات المظلمة .. كوارث انبثقت من داخل جسدها ممزقة ظهرها تماما.
المجسات السوداء تضخمت كثيرا لدرجة أن سانسا اصبحت مثل نقطة وسط بحر من السواد.
المجسات ارتجشت بشدة ، قبل أن تنبثق افواه مرعبة من رؤوسها ، و كأنها ديدان عملاقة زحفت من عالم آخر.
سانسا مدت يديها للامام بغضب ، فإذا بتلك الافواه العملاقة تتحرك للامام مدمرة كل ما تواجد بطريقها ، ملتهمة جسد سيدة الثمان ارجل بلا رحمة.
هذه الأخيرة صرخت بعنف ، بينما ارتفعت اطرافها الثمانية نحو السماء ، محاولة التصدي للهجوم.
لكن سانسا لم تكن لتسمح بتكرار ما حدث سابقا ، فهي ضغطت على نفسها كثيرا إلى أن شكلت 8 رماح سوداء احترقت و كأنها نار مسعورة.
تجاوز طول تلك الرماح المئة متر للواحد ، محلقة بينهم .. كان من المستحيل أن يتوقع عاقل انها هي من شكلت شيئا هكذا.
الشيطانة قذفت بتلك الرماح بغضب ، جاعلة إياها تصطدم بأقدام السيدة.
و ما هي سوى ثواني محدودة ليحدث التصادم الذي جعل الزلازل لا تتوقف بذلك اليوم.
رماح سانسا اخترقت بنجاح اطراف السيدة الثمان ، ما جعل ذلك المخلوق الهائل يصرخ بلا توقف.
لكن سانسا ضحكت بجنون فقط ازاء ذلك.
"لما تصرخين بحق الجحيم ؟ لقد فجرت اذني يافع ل لذلك أنا غير قادرة على سماعك ".
بحركة من يدها ، سقطت الرماح ارضا لتصبح بمثابة اوتاد ثبتت اطراف السيدة ارضا.
اما المجسات المظلمة ، فهي التفت حول جسد السيدة بينما التهمتها دون توقف.
محيطة إياها بظلالها .. بينما نزفت الدماء من انفها و.
فمها من شدة استهلاك الاورا .. سانسا طارت فوق جسد السيدة بهدوء ، و تعبير مرعب مرسوم على وجهها.
"الان ، كوني عاهرة مطيعة ، و دعيني أنهي امرك بهدوء ".
ضغطت سانسا على نفسها مرة بعد مرة ، مستحضرة المزيد من الظلال ، مشكلة رمحا اعطم من سابقه .. رمح ارادت به وضع حد لذلك المخلوق البشع الماثل امامها.
لكن و قبل أن تطلق هجومها الاخير .. تقابلت اعين سانسا الشيطانية مع تلك الوحيدة الخاصة بالسيدة.
لمحة واحدة .. قبل أن يتم محق سانسا تماما.
فمن العدم .. السيدة فتحت فمها ، فإذا بشعاع هادئ من الاورا يخرج من هناك .. شعاع هائل من مخلوق تجاوز حجمه الجبال.
قذيفة الدمار تلك ابتلعت سانسا و رمحها .. و كل شيء تواجد خلفها على بعد عشرات الكيلومترات.
هجوم كاسح ، من الاورا النقية شديدة القوة.
عندما اغلقت السيدة فمها مرة أخرى ، ما تواجد امامها كان خطا طويلا من الدمار .. مسار عملاق مات كل ما تواجد بطريقه.
السيدة بدأت تصرخ بجنون على الفور ، جنون هستيري جعلها تمزق اطرافها الثمانية بنفسها ، لتغمر دماؤها الأرض و كأن طوفانا قد خسف بها.
و في وسط ذلك الجنون ، و من مكان الاطراف المقطوعة.
انبثق 16 قدما جديدة للسيدة .. بدل ال 8.
بهذه البساطة ، تضاعف عدد تلك الكوارث و كأنها لا شيء ، مظهرة القدرة المرعبة للسيدة التي اتاحت لها مضاعفة اطرافها كلما تم قطعها لها.
لكن من توقع .. أن الذي سيقطع تلك الاطراف و يمزقها لن يكون شخصا سوى السيدة نفسها.
الان و بعدما تضاعفت قوتها .. السيدة زحفت نحو الشيطانة التي واجهتها و اعترفت بها كخصم لها.
سانسا تطورت لتصبح فريسة ارادتها السيدة ، لالتهاها و امتصاص قوتها.
أمام تلك الكارثة ، كانت سانسا ترقد ارضا .. بعدما تفحم جسدها تماما من الهجوم الاخير و اصبح بحالة فوضى تامة.
و كل ما تواجد فوق جسدها قد محقه الهجوم السابق ، و لو لم تقم بلف ظلالها حول نفسها ، لكانت سانسا قد فارقت الحياة بالفعل.
لكن حتى بدفاعها عن نفسها بكل قوتها ، حجم الضرر الذي تلقته كان هائلا ، و دمها الأسود تسرب بلا توقف.
و هاهي الان السيدة تطل عليها بعدما زادت قوتها و اصبحت مخلوقا اشد رعبا من أي وقت مضى.
لكن أمام ذلك الشيء الجحيمي .. سانسا لم تشعر بالخوف ، و لا باليأس.
بل الغضب.
غضب عارم جعل العروق تتلوى فوق وجهها مثل الديدان بينما نهضت مجددا.
"العاهرة!!".
ضربت سانسا الارض بيديها ، فإذا بها تطلق صرخة مرعبة مستنزفة كل ما احتواه جسدها من قوة.
من تحت جسدها الذي بدأ يتشنج من شدة الضغط ، هي اخرجت ظلا عظيما .. ظل تجاوز حجمه كل ظلالها السابقة.
ذلك الظل لم يشمل السيدة فحسب .. بل كل شيء تواجد من حولهم على بعد عشرات الكيلومترات.
بينما انفجر الدم الاسود من مسامها و كل مكان من.
جسدها ، سانسا رفعت يديها ببطء فاتحةً بوابة الجحيم من تحت السيدة ذات الثمان ارجل.
الظلال خرجت من كل مكان ، ثاقبةً جسدها بلا توقف ، مسامير مظلمة ، و مجسات و لوامس من عالم آخر.
كلها دمرت جسد السيدة بدون رحمة.
هذه الاخيرة فتحت فمها بوجه سانسا مستعدة لاطلاق شعاع الاورا ذاك مرة أخرى ، لكن سانسا لم تقف مكتوفة اليدين هذه المرة.
فهي أطبقت ذلك الفم بالقوة ، بواسطة مئات الايادي العملاقة التي واصلت التشكل من تحت جسد السيدة.
مواصلة الصراخ بشدة الى ان كاد وعيها يغادرها.
سانسا رفعت يديها ناحية السماء ، لتستجيب الظلال لامرها ، و يحدث مشهد مذهل .. عندما رفعت الظلال جسد السيدة نحو السماء .. حاملة مخلوقا يتجاوز وزنه اعتى الجبال.
العملية جعلت سانسا تشعر و كأنه يتم سحقها بلا توقف من طرف قوى عظمى لم تختبر مثيلها من قبل .. لكنها رفضت التوقف.
الظلال التفت حول السيدة بشدة ، مانعة اياها من القيام باي حركة بينما رفعتها نحو السماء.
ثم من تحتها.
اندمج الظل و أصبح اصغر و أصغر متجمعا حول نفسه الى أن تشكل على هيأة رمح ضخم ، رمح احتوى على كل قوة سانسا المتبقية.
كان هائلا ، و صلبا لدرجة مرعبة جعلت الفراغ يهتز من حوله .. طول ذلك الشيء كان اكبر من السيدة بحد ذاتها.
سانسا شعرت بالوعي يهرب منها مع كل ثانية تمر .. و بمجرد انشائها لذلك الرمح .. هي اطلقت سراح السيدة أخيرا.
ليهوي ذلك المخلوق العملاق من السماء .. بسرعة شديدة إلى أن حدث الاصطدام.
اصطدام جعل القارة بأكملها تهتز ، ليعلم العالم اجمع بحجم الكارثة.
سيدة الثمانية ارجل قد سقطت مباشرة فوق الرمح الهائل الذي اخترق جسدها ، و ثقب تلك العين الهائلة الخاصة بها.
مخلوق الكابوس قد صرخ بشدة ، بينما تسربت دماؤه فوق سطح الرمح الشاهق.
لكن مهما حاولت السيدة ، و مهما ارتعشت اطرافها.
هي لم تستطع فعل شيء سوى الموت ببطء ، بينما حمل ذلك الرمح جسدها عاليا في السماء.
من جهة أخرى .. سقطت الشيطانة ارضا ، غارقةً وسط بركة من الدم الاسود ... بعدما استنزفت نفسها تماما.
حتى آخر قطرة.
جسدها سابق الزمن محاولا إبقاءها على قيد الحياة ، هي تكبدت الكثير ، لكن و في النهاية ، هي قامت بمهمتها على اكمل وجه .. و أثبتت انها قادرة على الوقوف بجانبه.
أثبتت انها قادرة على تحمل هذا الطريق الدموي.
الطريق الذي سلكه فراي ستارلايت.
في ذلك اليوم .. اصبحت سانسا فاليريون ثاني شخص يقتل أحد اسياد الكابوس .. من بعد ابراهام ستارلايت.