هؤلاء الخمسة كانوا يملكون الاولوية القصوى ، و كل من تواطأ معهم أو تجرأ على حمايتهم سيعتبر آثما و سينزل عليه العقاب.

...

خصوصا الرقم 1 و رقم 5.

..

فالأول كان وحشا لا يجب السماح له بالنمو أكثر ، و الخامسة هي بشرية تحولت لشيطان قذر.

..

وجودها بحد ذاته كان اهانة للورد الضوء ، لذلك وجب ابادتها.

...

مرت الايام الواحدة تلوا الاخرى ، و اصبح الأجواء أكثر توترا شيئا فشيئا ، لدرجة أن القادة نقلوا جميع افراد عائلة ستارلايت و فاليريون الحاضرين بعيدا عن الآخرين.

...

فنظرًا لأسر عوائلهم و أحبائهم من طرف قوات الكنيسة ، لم يعد هنالك ما يضمن انهم لن ينقلبوا على رفاقهم بأي لحظة.

..

من بينهم ، مختبئنا داخل خيمة معينة نصبت بحاشية المخيم ، جلس فراي ستارلايت الذي استعاد وعيه منذ بعض الوقت الآن يحدق بتلك القائمة التي اصدرتها.

الكنيسة.

..

"4 من عائلة فاليريون ، و واحد من عائلة ستارلايت ، انا الوحيد الذي شرف عائلته على ما يبدو".

قال فراي ، محاطا بالعديد من الوجوه المألوفة.

..

"لم تمضي سوى ايام معدودة منذ اصدارهم لهذا المرسوم ، لكن الوضع بين الجنود متأزم بالفعل " قال اوليفر خان ، الجالس بالجهة المقابلة لفراي.

..

"ماذا عن الالتراس ؟" سأل فراي ، و كان سنو هو من تولى الاجابة.

..

"هم هادئون تماما ، يبدو انهم يناقشون امر خطوتهم القادمة ، تماما كما نفعل نحن.

".

"سيكون علينا التعامل مع الكنيسة بطريقة أو باخرى ، فنحن لا نستطيع القتال ضد الالتراس عندما تكون ظهورنا معرضة للهجوم بأي لحظة .." أكد سنو ، متمسكا بسيف الفيرميثور.

...

لكن كيف سنتعامل بالضبط معهم ؟ هل علينا فصل قوانا الان و ارسال جزء من الجيش إلى الإمبراطورية ؟ هذا سيدمرنا بشكل كامل ، و لا اظن ان الجنود سيوافقون على القتال عندما تكون عوائلهم محتجزة .." تحدث سنو مسلطا الضوء على معضلتهم الحالية.

..

لتأتي الاجابة من مكان متوقع.

..

"الإجابة بسيطة يا سنو ليونهارت ، فنحن لن نرسل جيشا لقتال الكنيسة.

. ".

من باب الخيمة ، تم رفع الحجاب عندما دخلت مجموعة من الرجال ذوي الشعر الاشقر للمكان.

...

على رأسهم .. تواجد الامير ايغون فاليريون.

...

"أليس كذلك ؟ فراي ستارلايت ؟" كلماته كانت موجهة لفراي الذي شعر بوجود الامير منذ وقت طويل بالفعل.

...

"الامير .. و آيفار و لوك فاليريون .." تحدث اوليفر خان مرحبا بهم ، لكن فراي قاطعه متجاوزا الشكليات.

..

"إذا كانت لديك خطة فابصقها " مخاطبا ايغون ، هذا الأخير ضحك بخفة.

..

"لا داعي لهذه النبرة ، فانا أراهن اننا فكرنا بالامر ذاته انا و انت.

".

"لا تشبهني بك ، فنحن نختلف عن بعضنا البعض كليا ، انظر .. أنا الاول بقائمة الابادة بينما انت الرابع .. هناك فرق مقامات هنا " قال فراي بوجه جدي جعل الجميع من حوله يتعجبون منه.

...

الامير كان الوحيد الذي ضحك مستمتعا بالامر.

..

"لديك موهبة بجذب انتباه اعدائك يا فراي ، انا لا انافسك البتة بهذا المجال ".

مقتربا من الطاولة التي تواجدت بمنتصف الخيمة ، عرض ايغون عليهم.

المهم.

..

"لنتنقل للخطة إذا ، هلا فعلنا ؟".

جاذبا انتباه الجميع ، شرع ايغون فاليريون بالكلام.

..

"أولا ، نحن لا نستطيع فصل قواتنا لاثنين ، هذه فكرة غبية ستؤدي لهلاكنا ، فوقها سنحتاج لتواجد على الاقل 3 مقاتلين بالفئة SS+ و ما يقاربها بالجوار بشكل دائم ، فعدونا الرئيسي بهذه الحرب لا يزال الالتراس.

.".

وضح ايغون نقطته الاولى دون اعتراضات ، لذلك هو انتقل للشق الثاني امرا ضروريا.

..

"الآن .. صحيح أن عدونا الرئيسي هم الالتراس ، لكن التعامل مع الكنيسة أصبح امرا ضروريا .. لكن دعوني اولا اصحح منظوركم للوضع الحالي ، فأنتم مخطئون باعتبار اتباع لورد الضوء الحمقى اولئك طرفا ثالثا بهذه الحرب.

.".

مشيرا لاولئك الملائكة الذين اجتاحوا العالم سابقا ، وضح ايغون وجهة نظره.

..

"دعونا لا ننسى أن الكنيسة بحالتها العادية لا توازي سوى احد العوائل الكبرى بالكثير ، و ما جعلهم يقفون بهذه الحرب هما عاملان اثنان لا غير ، اولا ... تلك الملائكة التي اختاروه للهجوم ، و ثانيا التوقيت الذي اختاروه للهجوم .. كل هذه عوامل جعلت الكنيسة تظهر و كأنها الطرف الاقوى بهذه الحرب ، لكن هذه ليست بالحقيقة اطلاقا ." قال ايغون ، بينما تنهد فراي منزعجا.

..

"تلك الملائكة هي اشبه بالادوات .. اسلحة مشتعلة مثل السيوف التي يستعملها امثالي انا و سنو".

"بالضبط !" سعيدا برؤية فراي يمشي معه على نفس الخط ، سلط ايغون الضوء على نقطة مهمة.

..

"بمعنى آخر ، يوجد شخص واحد يسيطر عليها جميعا .. إذا سقط .. سيسقطون معه.

. ".

بمجرد ذكره لهذه المعلومة ، بدأ الجميع يفهمون ما عناه ايغون.

...

"إذا كل ما علينا فعله هو القضاء على الشخص الذي يسيطر على الملائكة .. أي جوزيف بلاتير .." قال سنو مندهشا من مدى بساطة الامر.

..

"هذا صحيح " أومأ ايغون بسعادة ، إلى أن قاطعه آيفار فاليريون.

..

"ألستم متفائلين زيادة عن اللزوم ؟ فإذا صحت.

افتراضاتكم .. الا يعني هذا أن بلاتير سيختبئ بأكثر مكان آمن يمكن أن يجده لكي يضمن عدم وقوعه بين ايدينا ؟".

مستمعا لعمه ، ايغون أومأ مرة أخرى موافقا.

..

"أجل هذا ما سيفعله بكل تأكيد ، و المكان الوحيد المناسب هو جزيرتهم المقدسة .. صقلية . ذلك هو المكان الذي يقود منه بلاتير مخططاته ".

قال ايغون مشيرا للخريطة نحو الجزيرة التي وقعت جنوب الإمبراطورية.

...

"إذا كيف ننوي النيل منهم بالضبط ؟ فقطع المسافة لوحدها من هنا للجزيرة المقدسة سيأخذ ابد الدهر ، ناهيك عن القتال و هزيمة بلاتير و من معه " اشار سنو لنقطة مهمة أخرى ، و ايغون امتلك الاجابة لها.

..

"حسنا .. الامر برمته الان يعتمد على الرقم 1 بين القوى الخاصة .. العظيم فراي ستارلايت !" مشيرا اليه بطريقة سينمائية و كأنه يجهز لظهور احد المشاهير.

...

رمى ايغون بمرح خطته على فراي ، الذي انزعج بشكل أكبر عندما وجد ما فكر به يتوافق مع خطة ايغون.

...

"فراي .. أنت قادر على استعمال النقل الاني البعيد المدى اليس كذلك ؟ " سائلا اياه.

...

ادرك الجميع إلى أين كانت تتجه المحادثة.

..

فراي ، متنهدا اجاب السؤال.

..

"للمسافات البعيدة مثل هذه ، يشترط تواجد شخص يحمل علامتي بالمكان الذي اهدف الانتقال اليه .. بمعنى آخر من أجل بلوغ الجزيرة المقدسة صقلية ، انا بحاجة لشخص يلبي هذا الشرط ليتواجد هناك.

.." ساكتا لبعض ثواني ، تابع فراي حديثه بضوء جديد بعينيه.

...

"و هذا الشرط .. قد لبي بالفعل.

".

تصريحه الاخير هذا قد جعل جميع الحاضرين.

يتفاجؤون من كلامه.

...

هو لم يخبرهم عن نظام المودة ، و التف عن طريق اختلاق موضوع العلامة.

..

لكن كلامه لم يكن كذبا بشكل كلي.

..

"فوق الجزيرة المقدسة ، يوجد شخص أستطيع استعمال قدرتي عليه .. و المعنية هنا هيا القديسة اوريل بلاتيني التي تتواجد الان بالجزيرة المقدسة صقلية.

".

"بمعنى آخر ، انا قادر على الانتقال فورا الى ذلك المكان ، و أستطيع اخذ بعض الرفقة معي " قال فراي بابتسامة مرعبة.

..

"نحن نستطيع صيد جوزيف بلاتير قبل ان يصيدنا بنفسه ".

بتلك اللحظة ، وجدت الإمبراطورية الطريقة للقتال أخيرا ضد عدوهم الجديد.

..

بسبب خطة مرتجلة من ايغون فاليريون، و تنفيذ من فراي ستارلايت، بدأ الحاضرون يتعرفون أخيرًا على الطريقة التي سيردون بها على عدوان الكنيسة.

كان وضعهم صعبًا، والأعداء يحيطون بهم من كل جانب، لدرجة أنهم كانوا يواجهون خطر الانقلاب من جنودهم لأن الكنيسة احتجزت عائلاتهم والمقربين منهم.

لكن الآن، أصبح لديهم على الأقل طريقة للقتال.

مجتمعين داخل خيمة اجتماعات بعيدًا عن الأنظار، أعلن فراي ستارلايت أنه قادر على الانتقال مباشرة لمقر الأعداء وضربهم من حيث لا يحتسبون.

قاطع أوليفر خان، قبل أن يتفاءل الجميع، وقال: "لكن مهلاً".

قدرات النقل الآني معقدة ولا يمكن التحكم بها بحرية.

وسأل فراي: "كم عدد الأشخاص الذين تقدر على نقلهم معك؟".

ردًا على ذلك، رفع فراي إصبعين.

وقال: "أستطيع نقل شخصين معي كأقصى حد، هناك طريقة لنقل عدد أكبر، وهي عن طريق القيام بعدة رحلات ذهاب وإياب لنقل المزيد إلى أن تنفذ الأورا الخاصة بي".

واستبعد هذا الاحتمال تمامًا، لأنه على الأرجح، الكنيسة ستشعر بهم فور وصولهم وستعترضه فور محاولته إحضار المزيد.

بمعنى آخر، فقط 3 أشخاص يستطيعون الذهاب.

3 ضد القوة الكاملة للكنيسة.

لم يبدُ ذلك مناسبًا لجانب الإمبراطورية بأي شكل من الأشكال، لكن ايغون لم يتفاجأ.

وقال: "حسنًا.. لقد توقعت بأن هذا سيكون هو الحال، فلا وجود لقدرة مثالية بهذا العالم.. بهذه الحالة سيكون علينا اختيار الذين سيذهبون بعناية".

هذا التصريح أشار إلى نقطة مهمة، جعلت الجميع يحدقون ببعضهم البعض.

من سيذهب؟

ومن سيبقى؟.

القتال ضد الكنيسة أو الالتراس.. كلا الاختيارين كانا أسوأ من الآخر.

لكن قبل أن يتطوع أي شخص أو يدلي بآرائه، تقدم فراي خطوة للأمام معلنًا بحزم: "آسف يا رفاق، أثق أنكم تملكون من الأفكار الكثير.. لكن أنا من سأختار الذين سيذهبون.

هذا هو شرطي الوحيد لتنفيذ هذه الخطة".

ما جعله يحصل على ردود أفعال متباينة.

البعض لم يعترض، لكن البعض الآخر أبان عن رفضه للفكرة، على غرار جانب عائلة فاليريون.

لكن ايغون سبقهم قبل أن يقولوا أي كلمة.

قال ايغون بابتسامة: "لا مشكلة لدي من أن تختار المشاركين بما أنك ستكون قوة الهجوم الرئيسية، لكنني أتمنى أن تراعي ما أخبرتك به سابقًا".

رد فراي: "أعلم، تريد الإبقاء على 3 مقاتلين من الفئة SS بالخلف أليس كذلك؟

اطمئن فأنا لا أنوي أخذ أي منهم معي بالمقام الأول".

بجانب الإمبراطورية، يوجد 4 مقاتلين فقط بلغوا الفئة SS، مع وجود حالات خاصة لمن يستطيع إبراز قوة قريبة من ذلك المستوى بوسائل خارجية.

فراي ستارلايت كان قد حسم خياراته بالفعل، واختياره الأول وقع على الشاب الذي جلس على يمينه.

قال فراي: "أولًا سنو ليونهارت، سيكون المقاتل الرئيسي بفريقنا بجانبي، وثانيًا..".

سكت فراي لبضع ثوان، قبل أن يشير بإصبعه تجاه شخص معين لم يتوقع أحد أن يتم اختياره.

"الثاني سيكون أنت، أيها الأمير ايغون.. أنت ستأتي معي وترافقني بهذه المعركة، هذا هو شرطي الأول والأخير ما إذا أردت مني تنفيذ خطتك".

بمجرد ذكره لاسم الأمير، حصل فراي على ردود أفعال متباينة.

يمكن للجميع فهم سبب اختياره لسنو بما أن الأخير هو بطل الكنيسة ويملك الكثير من القوة.

لكن ايغون، قدراته كانت مجهولة تمامًا، ولم يره الكثيرون يقاتل، فأدواره قيادية دائمًا.

والآن، فراي كان ينوي جره معه لساحة المعركة، بدا وكأنه يريد التسبب بمقتله فقط.

وهذا ما جعل الغضب يعتري أمثال آيفار ولوك فاليريون.

قال آيفار: "لقد تجاوزت حدودك، فراي ستارلايت.. أتحسب أن جميع أبناء جيلك وحوش مثلك؟

فرص الأمير معدومة بالنجاح هناك!".

تنهد فراي منزعجًا وقال: "فرصه معدومة؟

أحقًا هذا ما تظنه؟

إذًا اعذرني فأنت جاهل بأحوال عائلتك أكثر مني".

نظر فراي إلى الأمير.

لو كان هذا الأخير ضعيفًا بما يكفي ليموت بسهولة، لما تركه فراي حيًا حتى الآن.

الأمير امتلك العديد من الأوراق المخفية تحت أكمامه.

فراي أراد قتله عدة مرات، لكنه لسبب ما شعر أنه لو حاول، فسينتهي الأمر بكارثة لا يحمد عقباها.

ايغون فاليريون كان بمثابة أرض مجهولة لا يعلم أحد ما تخفيه، ولأجل كشف المستور وتسليط الضوء على تلك الأفعى التي زحفت من حول رقابهم.

فراي استغل الفرصة لجره معه، ففي الجزيرة المقدسة صقلية، محاطين بالأعداء وبدون وجود حراسه وقواته، سيضطر الأمير لكشف على الأقل بعض أوراقه.

كما أن عزله بهذه الطريقة سيتيح الفرص لقتله.

هذه كانت أفكار فراي الحالية، ونفسها التي جالت داخل عقل الأمير.

"بهذه الطريقة، تريد أن تضغط علي أليس كذلك يا فراي؟".

أفكارها هذه مكشوفة بالكامل، وتوقع ما تريد ليس بالأمر الصعب.

توسعت ابتسامة الأمير شيئًا فشيئًا بينما حاك الإجابة التي نوى على إعطائها لفراي.

في الوقت ذاته، نهضت سانسا فاليريون من مكانها بعدما التزمت الهدوء حتى الآن، لكنها لم تستطع تجاهل التبادل الأخير.

قالت سانسا: "فراي.. خذني أنا بدلًا منه، فلا سبب يدفعك لجلب أمثاله معك".

مبتعدة عن جانب أوليفر، بدت سانسا قلقة مما قد يحدث في حال ذهب شخص خبيث كايغون فاليريون مع فراي.

فالأمير قد ينقلب عليهم في أي لحظة، وهي كانت أكثرهم ألفة مع ألاعيبه.

حاولت ثنيه وقالت: "أنت تعرف مقدار قوتي، سأكون عونًا في ساحة المعركة بكل تأكيد!".

لكن فراي هز رأسه رافضًا.

وقال: "آسف يا سانسا، فأنا لا أستطيع أخذك معي لمكان كالجزيرة المقدسة صقلية.. فقوتهم المقدسة هي المضاد المباشر لقوتك الشيطانية، هم عدوك الطبيعي، لهذا السبب سيكون الخطر عليك كبيرًا".

لكن!. "سيكون من الأفضل بقاؤك هنا والقتال بجانب أوليفر خان ضد الالتراس، فقوتك ستصنع الفارق بكل تأكيد".

قال فراي بابتسامة، مرسلًا إيماءة ذات مغزى لأوليفر خان، هذا الأخير فهم أن فراي يود تركها بين يديه.

فنظرة واحدة عليهم جعلت فراي يدرك أن أوليفر وسانسا قد أصلحا الصدع في علاقتهما.

وهذه كانت فرصة مناسبة لجعل سانسا تستعيد نفسها ولو قليلًا، فلو بقيت معه دائمًا ستغوص أكثر وأكثر في ظلمات الطريق الذي اختار المشي به.

سانسا لم تكن موافقة، لكن فراي أصر.

بالواقع، خطته الأساسية كانت تشمل غوست، بحيث أنه أراد تشكيل الفريق ذاته الذي ذهب للوندور.

لكن بما أن الأمير قد ظهر من العدم، فراي لم يرد تفويت الفرصة، وغير خططه على الفور.

وقال: "جميعكم هنا تعلمون ما أنا وسنو قادرون عليه، نحن لا نفتقر للقوة القتالية بأي شكل من الأشكال، أما الأمير فإنجازاته تتكلم عنه ويمكنه المساعدة بعدة طرق.

هذه التشكيلة تعني أننا سنترك الإمبراطور الحالي والسابق متاحين للقتال، رفقة فينيكس وسانسا".

وأكمل: "بمعنى آخر، الإمبراطورية ستظل محتفظة بقوة كافية للتعامل مع أي كان ما يرميه عليهم الالتراس، أما نحن فسنضرب الكنيسة بسرعة ونتعامل مع جوزيف بلاتير.. ما رأيك يا ايغون؟

خطة مثالية أليس كذلك؟".

راميًا المسؤولية بشكل كامل على ايغون، ترك فراي الكرة في ملعب الأمير.

إذا رفض، فهذا يعني أنهم سيعودون لنقطة الصفر، وإذا وافق.. فسيكشف الأمير نفسه بشكل كامل ويصبح مضطرًا لمواجهة المجهول.

هذا كان موقفًا فائق الخطورة للأمير الذي لطالما حسب خطواته جيدًا وخطط لكل صغيرة وكبيرة.

الخطة الحالية كان بها الكثير من الثغرات، وبعض الحاضرين اقترحوا تأجيل الحكم إلى أن يأتي السير آلون وتمثال ايريس صنلايت الذين يملكون الكثير من الخبرة العسكرية، في محاولة منهم لثني فراي.

لكن هذا الأخير أصر على رأيه، ففي حال رفض الأمير، هو أظهر استعداده لإسقاط الخطة بأكملها.

متبادلين النظرات لبعض الوقت، أضاءت أعين ايغون فاليريون في النهاية، بينما ابتسم بشكل واسع معطيًا إجابته.

وقال: "لك ما أردت يا فراي، سأشارك بهذه الغارة وأقاتل إلى جانبك ضد الكنيسة".

بمجرد سماع إجابة الأمير، توسعت أعين فراي للحظة، لكنه سرعان ما عاد لهدوئه بلمح البصر.

قال فراي: "جيد جدًا، سننطلق فجرًا، لذا فالتهيأ نفسك حتى ذلك الوقت".

مما جعل ايغون يضحك بخفة.

فقد اختار هذا التوقيت القريب لكي لا يستطيع الأمير القيام بأي تحضير مسبق.

اعتقد فراي أن الأمير سيطلب المزيد من الوقت، لكن ايغون لم يفعل، بل وافق فورًا على كل الشروط الموضوعة أمامه.

موقفًا كل المعترضين، الأمير وضع الخطة حيز التنفيذ معلنًا أنه لن يتراجع، وبصفته القائد الأعلى لمجلس الحرب.. فكلمته كانت الأولى والأخيرة.

في تلك اللحظة، تم تشكيل فريق عجيب يضم 3 مقاتلين من الجيل الجديد.

3 شبان لم تتجاوز أعمارهم الـ 20 قد أوكلوا مسؤولية التعامل مع كيان هائل مثل الكنيسة.

المهمة لم تكن بالسهلة مطلقًا، وقد قضى الجميع الساعات الموالية يخططون للغارة.

قال فراي مستعرضًا ما رآه: "الكنيسة تملك عددًا كبيرًا من الملائكة، لكن الجدير بالذكر منها هو ذاك الذي ظهر لوحده بمعركة النخبة".

وأكمل: "ذلك الملاك يملك هجومًا واحدًا فقط، لكنه يكفي ليقتل من هم في الفئة SS+.

يستطيع إطلاقه لثلاثة دقائق متواصلة، ثم يتوقف 5 دقائق أخرى من أجل إعادة الشحن وتتكرر العملية بعدها.

سيكون هو المعضلة الأكبر بجانب الأسقف الأعلى بغارتنا هذه".

واضعين مخططًا بيانيًا لصور شكل الملاك، أومأ الأمير برأسه.

قال ايغون: "من التقارير الواردة، فذلك الملاك لم يعد للجزيرة المقدسة، بل هو يجول بمكان ما من البحر الشيطاني.

مما يعني أننا لو ضربنا بسرعة كافية فقد نتمكن من تفادي الصدام معه".

أشار ايغون لنقطة مهمة، وكالعادة هو كان على دراية واسعة بظروف أعدائه وحلفائه على حد سواء.

لكن المعضلة تكمن فيما إذا امتلكت الكنيسة واحدًا آخر.. أو أكثر.

قال ايغون مفكرًا بالاحتمالات.

وأضاف: "لا أعتقد بأنهم يملكون سلاحًا آخر كذلك، فلو فعلوا هم لم يكونوا ليترددوا باستعماله لإبادتنا جميعًا، فالمعركة السابقة قد كانت فرصتهم المثالية للتخلص من كل مقاتلي الفئة SS+ لكلا الطرفين".

فراي أثار نقطة صحيحة، فلو ظهر اثنان من الملائكة العظماء بذلك الوقت، لتمت إبادتهم تمامًا، لكن ايغون لم يبدُ مقتنعًا بشكل كامل.

قال الأمير: "لم أكن لأقطع بصحة هذا الاستنتاج لو كنت مكانك، فافتراضك صحيح، لكن في نفس الوقت لا تزال هناك إمكانية لوجود ملاك ثاني تبقيه الكنيسة بالخلف لحماية معقلهم".

وأكمل: "هذا الاستنتاج الذي خرجت به عن طريق قلب رقعة الشطرنج".

كان هذا تكتيكًا كثيرًا ما يستعمله الأمير، عن طريق قلب رقعة الشطرنج، ووضع نفسه مكان أعدائه.

مفكرًا بالمعركة من وجهة نظرهم، هو يحاول دائمًا تخمين خطواتهم.

وقال: "لو كنت مكان الكنيسة، فلم أكن لألعب كل أوراقي دفعة واحدة، فهم لا يستطيعون التنبؤ بما قد يصيبهم، لذلك سيكون من الأفضل أن نتحرك واضعين احتمال امتلاكهم لسلاح ثاني على الأقل".

ايغون أظهر من الحنكة الاستراتيجية الكثير، لذلك فراي لم يعارضه مطلقًا من هذه الناحية، بل أومأ موافقًا.

وقال فراي: "أتفهم منطقك، وأعتقد أنه سيكون من الأفضل وضع كل الاحتمالات بعين الاعتبار".

متفقين على النقطة ذاتها، انتقل كل من فراي وايغون لموضوع آخر، مناقشين الخطة التي سيهاجمون بها.

تبادلهم السلس ذاك قد جعل الجميع يحدقون بهم بصمت.

فاولئك الاثنان قد كانا مثل الزيت والنار.. فتواجدهما بنفس الغرفة دائمًا ما يكون كافيًا لجعلها متوترة على الدوام.

وهذا هو الأصح، فقد قبل دقائق كانا يتبادلان بنظرات القتل التي رمق كل واحد منهما الآخر بها.

لكن كل شيء انقلب رأسًا على عقب فجأة، وأظهر الاثنان تناغمًا غريبًا جعل أغلب الحاضرين يدركون أن هذه ربما ستكون نشأة فريق مرعب، بين مقاتل بإمكانيات مجهولة، وأمير خبيث بطريقة تفكير وخطط لا يمكن التنبؤ بها.

الاجتماع استمر لساعات، لدرجة أن موعد التحرك قد اقترب كثيرًا.

لذلك عندما لم تتبقَ سوى ساعة واحدة لا أكثر، اتفق الأغلب على أخذ قسط من الراحة قبل الانطلاق.

بمجرد اختتامهم اجتماعهم الطويل، الأمير ايغون استدار ناحية آيفار فاليريون مشيرًا لنقطة مهمة.

وسأله: "أين والدي، وجدي حاليًا؟".

سؤاله كان وجيهًا، فغياب كلاهما حتى الآن لم يكن بالأمر المنطقي.

الأمير كان قد طلب مسبقًا من عمه التقصي عنهما، وهذا ما فعله آيفار.

تنهد آيفار بانزعاج، ذاكرًا المعلومات التي حصل عليها مؤخرًا.

"لا أفهم ما الذي يجري بالضبط، لكن التقرير من اتباعنا ذكر أن مايكار طار على الفور مغادرًا ساحة المعركة بمجرد معرفته بأمر هجوم الكنيسة على الإمبراطورية.

المسار الذي غادر منه أظهر أنه ذهب باتجاه البحر الشيطاني، لذلك قد يكون بعيدًا جدًا بينما نتكلّم الآن.. والسير آلون قد طارده لإعادته.. لهذا السبب هو غائب أيضًا..".

قال ايغون مدركًا للوضع الحالي: "آه فهمت..".

لابد أن مايكار فاليريون ارتعب عندما سمع بأمر التدمير الكلي لقصر العائلة الملكية.

فكنزه الثمين الذي أخفاه عن العالم أجمع يرقُد بذلك المكان.

بمعنى آخر.. مايكار على الأرجح عاد للإمبراطورية قاطعًا البحر الشيطاني بنفسه.

"والدي يصبح مجنونًا حقًا عندما يتعلق الأمر بذلك الرجل".

ضحك ايغون ساخرًا بينما سأل آيفار مستغربًا: "ما الذي تتحدث عنه؟".

"اه لا شيء، أنا أكمل نفسي فقط".

غادر الخيمة رفقة أفراد عائلته، ابتسم ايغون معطيًا أوامر جديدة.

"قد يكون الوضع لصالحنا، أبلغ جدي بأن يعود بأسرع وقت ممكن، أما والدي فدعه يواصل طريقه للإمبراطورية واجعله يتولى قوات الكنيسة هناك.. ظهوره سيقلب المد بكل تأكيد".

"هذه لا تبدو خطة حكيمة لي".

قال آيفار غير مقتنع.

"لا يفترض بها أن تكون خطة حكيمة، فنحن نريد الفوضى".

جيوش تتطاحن بقارة الالتراس، رجل واحد مجنون يفجر الأوضاع بالإمبراطورية.. وفرقة واحدة تقاتل ضد الكنيسة.

تلك كانت فوضى كاملة، تتماشى مع ما أراده الأمير.

عقله كان يسابق الزمن، بحثًا عن المسار الأمثل للأحداث.

في الوقت ذاته الذي غادر به الأمير، ابتعد فراي ستارلايت هو الآخر مختليًا بنفسه بعيدًا.

مخرجًا من جيبه أحد تلك البلورات السحرية التي استخدمت من أجل التواصل بأوقات الحروب.

هو حقن الأورا الخاصة به بداخل الجهاز متصلًا بالجانب الآخر.

وما هي سوى ثوانٍ معدودة ليجيب الطرف الآخر، وتظهر صورة مجسمة مألوفة.

لقد كانت كارمن.

"مضى بعض الوقت يا كارمن، كيف الوضع عندك؟".

سأل فراي بابتسامة لطيفة سعيدًا برؤية تلك السيدة بخير.

كارمن جالسة فوق صندوق ضخم، هي تفقدت المكان من حولها قبل الإجابة.

"نحن بخير وأحياء بفضل تعليماتك.. أختك وجميع الأسماء المهمة بخير".

قالت كارمن بينما أومأ فراي.

"سعيد بسماع ذلك".

"لكن يا فراي، كيف علمت بقدوم الهجوم؟".

كارمن لا تزال تتذكر ما أمرها فراي بفعله قبل انطلاقه لخوض غمار الحرب.

فهو شدد على ضرورة تجهيز عدة مسارات للهرب في حال حدوث أي شيء.

بفضل الحاجة، هم استطاعوا الهرب قبل أن يتم تدمير المقر الرئيسي، واختبأوا تحت الأرض بمكان مخفي بين أنقاض جبال أوكلاس.

لكن أفراد العائلة تعيسي الحظ الذين تواجدوا بمنطقة ستارلايت لم يكونوا محظوظين.. ومات معظمهم بنيران التطهير.

"إذًا بحالة سيئة، فهي يفترض بها أن تكون لورد العائلة.. لذلك تحمل نفسها مسؤولية ما حدث".

الإبادة المفاجئة لنسبة عظمى من العائلة قد ألقت بظلالها، وإذا لم تكن بأفضل حال.

فراي كان يعرف عن ذلك بالفعل، فهو تفقد حالها بالنظام عدة مرات بالفعل.

"لم أكن لأعلم عن هجوم الكنيسة، ولكني توقعت تعرضكم للهجوم أثناء الحرب بطريقة أو بأخرى، خصوصًا أنني اكتسبت الكثير من الأعداء مؤخرًا".

حتى لو لم تأتِ الضربة من الكنيسة، فهي كانت ستأتي من عدة أطراف أخرى، مثل الالتراس الذين قد يستعملون أخته ضده.

فراي يستطيع الانتقال لآنيا في أي وقت، لكن هناك حالات يكون فيها محاصرًا في ساحة المعركة مثلما حدث بالقتال الأخير، لذا هو اضطر لوضع احتياطاته.

وبفضل هذا، خرجت أخته وكارمن رفقة كل المتواجدين بالمقر الرئيسي سالمين.

"كارمن... قريبًا سأضطر لخوض معركة أخرى وهذه المرة الكنيسة هم العدو.. سأكون بعيدًا لذلك أود منك البقاء مع آدا وحمايتها، وإياك في حال ما حاولت القيام بأي شيء غبي.. اكسري إقدامها لو تطلب الأمر، لكن لا تسمحي لها بمغادرة مخبأكم الحالي".

قال فراي بوجه خالي من التعابير، بينما تنهدت كارمن مرتبكة.

"فراي.. ما أنا بحاجته الآن هو وجودك أنت، لا أنا.. لقد مات الكثير وفي حال فقدانها إياك أيضًا فلا أظنها ستتمكن من تجاوز الأمر، فعودتك الآن هي على الأرجح كل ما تريده".

"أنت تعرفين أنني لا أستطيع فعل هذا يا كارمن، ووجودي أصبح ضروريًا بهذه الحرب".

قال فراي بابتسامة ساخرة، فحاله تغير بين ليلة وضحاها بين شاب ضعيف لا قيمة له، للمقاتل الرئيسي للإمبراطورية بأكملها.

"أنا أعلم.. أنا حقًا أفعل".

قالت كارمن.. بينما جالت ذكرى معينة ببالها.

"أنت أصبحت شبيهًا به.. بوالدك".

كما تحمل الأب عبء حرب الضوء، ابنه يسير على خطاه بحرب الظلمات.

"أظنها لعنة سلطت على عائلتنا".

ضحك فراي بينما ابتسمت كارمن.

"من الرائع أن تصبح رجلًا عظيمًا مثل أبيك.. لكن لا تمت يا فراي.. لا تترك هذه الحرب تسلبك أغلى ما أملك".

"وما هو هذا يا ترى؟".

سأل فراي، لتجيب كارمن: "حياتك".

"حياتي.. هاه؟".

حدق فراي بالسماء، بينما سحبت كارمن سيجارة واضعة إياها بفمها.

هي كانت تدخن كثيرًا مؤخرًا.

"نظرًا للوضع الحالي، لربما كنت سآخذ أحد سجائرك تلك لو كنت بجانبك الآن".

قال فراي ضاحكًا، لكن كارمن هزت رأسها رفضًا.

"أنت لن تتعلم التدخين من خلالي، فلتجد شخصًا آخر".

"أرى أنك لا تزالين تعاملينني كالأطفال حتى بعد مرور كل هذه السنين".

"عمرك 19 يا فراي، أنت طفل بالفعل".

لربما قوته وما حققه حتى الآن ينسي البعض الحقيقة، لكن سواء فراي.. أو سنو وسانسا.. والعديد غيرهم، لم يكونوا سوى شبان ببداية عمرهم.

لهذا هو أمر جعلهم يتحملون عبء حرب كاملة، ومصير كل تلك الأرواح.

منذ بدء حرب الظلمات، مات مئات الآلاف من الناس حتى الآن.. سواء بقارة الالتراس.. أو بالإمبراطورية نتيجة تطهير الكنيسة.

"ربما أنا حقًا مجرد طفل.. بالعادة يفترض لأمثالي عيش حياتهم فحسب، الأكل النوم.. إيجاد حبيبة جميلة والعيش بأريحية تامة بعيدًا عن ضغوط الحياة".

"هذه هي نظرتك المثالية عن الحياة؟

الأكل والنوم.. الحبيبة التي افترض أنك تعني بها.. هذا يبدو مشابهًا جدًا بما كنت عليه قبل أن تتغير شخصيتك".

كلام كارمن كان صحيحًا، ففراي بالأصل كان يعيش حياته مستغلًا كل امتيازاته، ما عدا التعذيب الوحشي الذي كان يقوم به.

فراي الحالي والسابق رغبا بالشيء نفسه في أعماقهما.

"أنا إنسان أكثر بساطة بكثير مما أبدو عليه، كما أنني لم أعنِ الجنس بالضرورة عندما ذكرت موضوع الحبيبة، دماغك العجوز أصبح فاسدًا الآن بالأفكار المنحرفة".

"لا داعي لتنكر الأمر، فالشواذ وحدهم من يفعلون".

"طريقة تفكيرك هذه هي سبب بقائك وحيدًا رغم سنك".

قال فراي ضاحكًا.. قبل أن يلتزم كلاهما الصمت.

حدق فراي بالسماء، وكارمن مشغولة بسيجارتها.

محادثتهم اللطيفة هذه ساهمت ولو قليلًا بإبعاد ظلال الحرب والهم عنهما.. لكن لدقائق معدودة فحسب قبل العودة للواقع.

"سأغلق الخط الآن، فالوقت قد حان".

قال فراي بينما استغربت كارمن.

"لن تتكلم إذا؟".

رد، فراي هز رأسه.

"أفضل أن لا أفعل، فأنا سأجعلها تتألم أكثر فحسب، خصوصًا عندما تعلم عن الغارة التي أوشك على خوضها".

"هذا قاسي حقًا يا فراي".

قالت كارمن، بينما ودعها فراي.

"اعتنِ بنفسك يا كارمن".

وبأدا ."

أومأت كارمن، رامية بقايا سجارتها بعيدًا.. ثم أغلق كلاهما الخط بوقت واحد.

"لا تمت.. فراي..".

كانت هذه آخر محادثة طويلة يخوضها كلاهما.. جاهلين بما أخفته هذه الحرب من أجلهم.

منظور فراي ستارلايت-.

"حان وقت التعامل مع هذا الظل اللعين".

شققت طريقي عائدًا للمخيم، بينما تفقدت جسدي من وقت لآخر.

المهندس الملعون.. جيرمان كان محقًا، فبطريقة ما الحرب انحرفت كثيرًا لدرجة أنني وجدت نفسي الآن ذاهبًا لأرض الكنيسة.

افترض أنني سأجد الإجابة حول كيفية التعامل مع الظل الرابع فور بلوغي ذلك المكان.

لازلت أتذكر الطريقة التي فقدت بها السيطرة على نفسي بالمعركة الأخيرة، وكيف زحفت تلك المادة السوداء من تحت جلدي.

فقدان السيطرة بهذا الشكل سيكون قاتلًا بالمعارك المستقبلية التي انتظرتني بهذه الحرب، لهذا السبب أصبح القضاء على الظل أولوية لي.

المعضلة الثانية تتمثل بأوريل نفسها.

هذه الأخيرة ورغم أنها لا تزال نشطة عندي بمواجهة النظام، إلا أنني لم أستطع رؤية شيء من خلالها.

هذا يعني أنها كانت فاقدة للوعي، ما منعني من التجسس عليها ومعرفة وضعها.

بآخذ ما تفعله الكنيسة حاليًا بعين الاعتبار، لا أعتقد أن فتاة حساسة مثل أوريل قد توافق على مثل هذه الأعمال.

حتى لو كانت باسم الكيان الذي اتبعته كإله لها.

بمعنى آخر، من الممكن أنها تعرضت للهجوم أو الاحتجاز من منافقي الكنيسة أولئك.

مدركًا لهذه الاحتمالية، لم يسعني فعل شيء سوى أن أتمنى ألا أكون قد تأخرت.

فلا يزال طلبها بذلك اليوم يجول ببالي.. فهي طلبت مني أن أنقذها، وأنا وعدتها بأنني سأفعل.

"لم أنسَ وعدنا يا أوريل".

"بكل تأكيد، سأخرجها من ذلك المكان، حتى لو عنى الأمر هدمه فوق رؤوسهم".

"انتظريني..".

لم يتبقى سوى القليل على بدء الغارة، عندما عدت ظننت أنني سأكون أول الواصلين.. ولكني وجدت أن أحدهم قد سبقني بالفعل.

جالسًا وحيدًا يحدق بالسماء، هو بدا غارقًا بأفكاره.

لقد كان سنو.

مقتربًا منه بهدوء، هو التفت نحوي ملاحظًا وجودي.

"فراي.. أنت عدت".

أومأت له، جالسًا بجانبه.

...

ملاحظة المؤلف.

:.

هذه هي نهاية الارك الاول من المجلد : افتتاحية الحرب ، و بداية الارك الثاني : بين الظل و الضوء.

2025/08/31 · 185 مشاهدة · 4178 كلمة
Song
نادي الروايات - 2025