خبروني إذا كان في شئ غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
الفصل 49 الحلقة 376 الجزء الثانى سلسلة لا بد أنه كان غير كاف 1
.
.
.
لكن لم يكن الجميع قادرين على الاكتفاء بالمراقبة مثل كايل ورفاقه.
لا، في الواقع، كان ذلك مستحيلًا على معظمهم.
"هوا إن... هي سوهي؟!"
"م-مستحيل! كيف يمكن حدوث تزوير كهذا؟!"
لم يكن وقع الصدمة مقتصرًا على عامة الشعب فحسب، بل حتى قادة المملكة أنفسهم أصيبوا بالذهول.
بما أن هذه البطولة ستحدد ولي عهد مملكة لان التالي، كان الكشف عن أن"هوا إن هي في الحقيقة سوهي" بمثابة زلزال ضرب الجميع.
حتي أولئك الذين امتلكوا القدرة على التفكير العميق واتخاذ قرارات مدروسة—
حتي القادة الرئيسيون للفصائل المختلفة، أو—
"هذا..."
كان رد فعل الملكة تاماهي غريب قليلا.
"المعلم شارون."
"نعم، جلالتك."
ارتجف صوت المعلم شارون وهو يتحدث.
"الآن، بعد أن أعدت النظر في الأمر... يبدو أن هوا إن كانت ترتدي قناعًا، بينما كانت سوهي تظهر بوجهها الحقيقي. أليس صحيحًا أن زعيمة تحالف الشرفاء كانت تخفي هويتها؟"
حتى الملكة تاماهي لم تكن استثناءً من هذه الصدمة.
ومن دون أن تدرك، بدأت تتحدث مع شارون بنفس اللهجة الرسمية التي كانت تستخدمها في صغرها.
"وتلك القوة—"
ارتجفت يدها وهي تشير نحو كيم هاي إيل.
"الآن فقط، بدأت أفهم."
ووو—ووو—
في اللحظة التي رأت فيها الهالة القاتمة التي كانت تتوسع بلا توقف...
حين كانت تلك الهالة صغيرة، لم تتمكن من تحديد ماهيتها.
لكن الآن، باتت قادرة على إدراك حقيقتها.
أو بالاصح، مازالت لا تعرف ما هي تلك القوة بالضبط، لكن...
لكنها رأت قوة مشابهة لها من قبل.
"إنها بلا شك... قوة المتجولين."
امتلك أولئك المتجولون قوى جعلت الملكة تاماهي عاجزة عن التحرك بإرادتها.
القوة التي امتلكها أولئك الغزاة... كانت مشابهة لهذه القوة تمامًا.
قوة لم ترَ مثلها من قبل.
"لكنهم جميعًا مختلفون—"
حتى الآن، التقت بمتجولين اثنين فقط.
"إلا أن كل واحد منهم امتلك طاقة فريدة لا يمتلكها سواه."
لحظات من العجز...
لحظات اضطرت فيها الملكة تاماهي للاستسلام، لأنها لم تستطع امتلاك تلك القوة بنفسها.
"...كيم هاي إيل... متجول؟"
وفي اللحظة التي بدأت فيها عينا الملكة تاماهي تشتعلان بوهج غامض—
"جلالتك."
اخترق صوت المعلم شارون الهادئ مسامعها.
"الوضع غريب للغاية ليكون كذلك."
"...أعلم ذلك."
لأنه—
بغض النظر عن الطريقة التي نظرت بها إلى الأمر—
"الشخص المريب هنا... هي زعيمة تحالف الشرفاء، هوا إن."
وفي تلك اللحظة—
كييييييي——
تردد في أرجاء الساحة صوت مرعب، شبيه بصوت حيوان مفترس يحتضر.
"!"
حتى الملكة تاماهي، التي تدربت لعشرات السنين، توقفت بلا وعي للحظة، و اكمشت كتفيها، ثم رفعت يديها لتغطي أذنيها، محاولة صد ذلك الصوت المريع.
"أوه...!"
"آه، أذني!"
تأوه عامة الشعب، واضعين أيديهم على رؤوسهم أو ضاغطين على آذانهم، محاولين تخفيف الألم الذي اخترقهم كالسكاكين.
"جلالتك!"
عند سماع نداء الحرس الملكي، التفتت تاماهي بسرعة نحو ساحة القتال.
"!"
في اللحظة التي بدأت فيها الهالة القاتمة بالتوسع، محاولة التهام الساحة بالكامل—
ظهر خيط أبيض واحد وسط الظلام.
"...!"
و دون وعي، أخذت الملكة نفسًا عميقًا.
لون أبيض نقي، بلا ضوء، بلا وهج، مجرد بياض صافٍ تمامًا.
كان ذلك الخيط الأبيض، الذي ارتفع كأنه يمتد نحو السماء، ينبعث من يد هوا إن، أو بالأحرى، من يد سوهي.
"آه...'
وسط تلك الهالة القاتمة المشؤومة، ارتفع ذلك الخيط الأبيض الوحيد، وبمجرد أن وقع بصر تاماهي عليه، خطرت ببالها فكرة واحدة فقط—
'الموت'
لم تكن تعرف السبب.
لكن بمجرد أن رأت ذلك الخيط الأبيض، خيل إليها مشهد رأسها وهو يُفصل عن جسدها ببرود.
كييييييي----
وصل إلى مسامعها دوّى صوت غريب، كصرخة شخص يلفظ أنفاسه الأخيرة بيأس.
لم يكن اللون الأسود وحده هو لون الموت.
في بعض الأحيان، كان اللون الأبيض أكثر دلالة على الموت،
أوضح، أبرد، وأكثر قسوة.
لون نقي، خالٍ تمامًا من أي شوائب، كصفحة بيضاء خاوية،
فقط فراغ لا متنهٍي—
كييييييي--
ارتفع الخيط الأبيض عاليًا، كأنه يسعى لملامسة السماء، ثم بدأ طرفه في الانقسام.
كييييييي--
انقسم الخيط إلى ثمانية أجزاء، تشكلت في قوس واسع امتد ليغطي الساحة بأكملها.
كييييييي----!
اشتدت الصرخة أكثر فأكثر.
لم تستطع الملكة تاماهي التحرك.
لأنها شعرت أنه إن تحركت، فذلك الخيط الأبيض سيقطع عنقها بلا تردد
بدا ذلك الخيط وكأنه على وشك ابتلاع الساحة بأكملها.
"آه—"
في تلك اللحظة، أدركت تاماهي شيئًا.
"شبكة عنكبوت—"
كان ذلك الخيط الأبيض يشبه بشبكة عنكبوت.
و بدا أنها لم تكن سوى فريسة عالقة داخلها.
ثم—
بوووم!
اهتزت الساحة بعنف.
“!”
رأت الملكة تاماهي كيف بدأت الهالة القاتمة تهتز بجنون.
وفي وسط تلك الطاقة، كان كيم هاي إيل واقفًا.
ثم—
بوووم!
ضرب الأرض بقدمه مجددا، فاهتزت الساحة بأكملها.
وبحركة واحدة من يده، اندفعت الهالة القاتمة نحو الخيط الأبيض.
عندها فقط—
"……"
تمكنت من التنفس مرة أخرى.
كيم هاي إيل.
"...هو... ليس عدونا—"
في اللحظة التي وجه فيها طاقته نحو الخيط الأبيض—
"هاه...!"
"هاء... هاء..."
تمكن عامة الشعب من التقاط أنفاسهم من جديد.
حتى الملكة تاماهي، التي كاد ذلك الخيط الأبيض يخنقها، تمكنت أخيرًا من صرف نظرها واستعادة أنفاسها.
"...."
تلك الهالة القاتمة التي بدت مشؤومة لكنها جعلت الجميع منجذبين إليها بطريقة مخيفة—
كانت تلك الهالة المخيفة تحميهم!.
وكأنها تشكل جدارًا قويًا يفصل بينهم وبين ساحة القتال، كأنها تحاول حمايتهم من شيء ما.
"جلالتك!"
بدا التوتر والقلق واضحين في صوت المعلم شارون, مما جعل تاماهي تتوقف للحظة وتنظر.
"!"
كان هناك شخص ما، اقترب منها دون أن تلاحظ
هووووو—
رجل أشقر، تحيط بكاحليه تيارات من الرياح.
وبصوت هادئ، قال رجل الذي يخفي وجهه تحت قبعة من الخيزران
"علينا إخلاء الجميع فورًا."
وحين رفع قبعة الخيزران بحركة سلسة، ظهر وجه شاب وسيم ذو ملامح جميلة وأنيقة.
ثم—
كوووم!
اهتزت الأرض مرة أخرى.
امتد خيط أبيض بسرعة، مستقراً خارج الساحة.
زييييييينغ---!
ومن ذلك الخيط، بدأت خيوط دقيقة بالانتشار، مصحوبة بدخان أبيض.
كانت تلك الخطوط تشبه الشعيرات الدموية، أو شبكة العنكبوت.
إذا استمر الوضع على هذا النحو، واستقرت جميع الخطوط الثمانية في الأرض بهذه الطريقة، ناشرةً شبكتها—
'فسيتم ابتلاع الجميع!'
تمامًا مثل الفريسة العالقة داخل شبكة عنكبوت.
كل من في هذه الساحة سيواجه المصير ذاته.
"اللعنة! طاقتي الداخلية لا تؤثر عليه!"
حاول أحدهم توجيه ضربة قتالية نحو تلك الخيوط
لكن لم يكن الأمر أن الطاقة الداخلية غير فعالة،
بل كانت ببساطة غير كافية لمواجهة قوة هذه الخطوط.
"ابتعدوا!"
"آاااااه—!"
"يجب أن نهرب!"
انتشرت الفوضى بين الحشود، وساد الذعر في الأرجاء.
"……"
الرجل ذو قبعة الخيزران.
نظرت تاماهي إلى ألبيرو للحظة، ثم فتحت شفتيها وأصدرت أمرها.
"ابدأوا بالإخلاء فورًا!"
و بمجرد أن صدر الأمر، بدأ الحراس والمسؤولون بالتحرك بسرعة.
دوووم!
تعالت قرعات الطبول من جميع الجهات، فيما انطلق المسؤولون يوجهون الحشود ويفتحون بوابات الخروج.
"البوابة السابعة لا تفتح! لقد أُغلقت!"
كانت هناك ثماني بوابات للخروج—
لكن الآن، بدأ خيط أبيض بالنزول أمام كل واحدة منها، وكأنه يريد إغلاقها بإحكام .
و كانت إحدى البوابات قد أُغلقت بالفعل.
"البوابة الخامسة على وشك الإغلاق أيضًا!"
صرخ أحد المسؤولين بصوت يائس.
"تنحوا عن الطريق!"
تقدمت كبيرة طائفة زهرة الثلج، هيون سونغ، وأطلقت طاقتها القتالية.
وجهت رأس رمحها مباشرة نحو أحد الخطوط البيضاء—
كووووووم!
لكن كل ما حدث هو صوت انفجار مدوٍّ، دون أن يُحدث أي ضرر في ذلك الخط.
"كيف يعقل هذا؟!"
بمجرد أن اصطدمت طاقتها بذالك الخيط الأبيض، شعرت بقشعريرة تسري في كامل انحاء جسدها.
هذا…
"ما هذا الشيء؟"
ارتدت طاقتها بعيدًا، كأن ضربتها لم تصل إليه مطلقًا.
كان ذلك الخيط الأبيض كيانًا غامضًا—
لم يكن طاقة داخلية، ولم يكن سحرًا.
كيف يمكنهم إيقافه؟
بينما كانت هيون سونغ تحاول التفكير في مخرج، كان الخيط الأبيض يوشك أن يرسو أمام البوابة الخامسة.
"تبا! حولوا الناس إلى مخرج آخر!"
استدارت هيون سونغ وصاحت على أحد المسؤولين.
لكن حينها—
"تنح عن الطريق."
رأت رجلاً آخر يرتدي قبعة خيزران.
كان ذا شعر أحمر،
و في اللحظة التي رفع فيها سيفه—
"!"
شعرت هيون سونغ بقشعريرة أخرى تسري في كامل انحاء جسدها.
"آه."
انطلقت هالة سوداء كالعاصفة، متجاوزة جسدها بسرعة، مندفعة إلى الأمام.
سررك-
قُطِع الخط الأبيض.
سويك-
رفع الرجل ذو الشعر الأحمر قبعة الخيزران، ليكشف عن وجهه الهادئ.
"قوموا بإخلاء الناس."
بمجرد أن نطق بتلك الكلمات، تحرك تشوي هان مجددًا.
ثمانية مداخل.
كان عليه منع إغلاقها.
'هذا ما قاله كايل-نيم.'
استذكر تشوي هان، كايل، الشخص الوحيد الذي ظل جالسًا بلا حراك يراقب ساحة القتال من المدرجات، وسط الحشد الذي كان يهرب في فوضى عارمة.
'تشوي هان. سموك.'
فتح كايل فمه قائلا.
'يبدو أن هذه القوة تتعلق بالمجال.'
أخبر كايل رفاقه بما قاله له سوبر روك.
تلك الخطوط البيضاء تشبه الهالة التي يستخدمها تشوي هان، لكنها ليست مجرد هالة، بل قوة فريدة من نوعها.'
'إنها أشبه بالقوى القديمة.'
كان سوبر روك قد قال.
- ذلك، إنها قوى قديمة، مثلنا.
- لكنها أقوى منا.
- إذا كنا نحن الجذور، فهي الشجرة بأكملها.
'إن علقنا داخل هذا المجال، فسيكون الأمر مزعجًا بعض الشئ.'
بمجرد أن رأى كايل الخطوط البيضاء، كان قد قرر بالفعل ما ينبغي فعله.
'صاحب السمو، اهتم بأمر الملكة'
'وأنت، تشوي هان، ساعد في إجلاء الناس.'
وووو—ووو—
سمع تشوي هان اهتزازًا طفيفًا، كان ضعيفًا إلى حد أن الآخرين لم يلاحظوه بعد،
كانت طاقة خافتة تحوم حول كايل.
الشيطان السماوي.
سوهي.
لم يكن هناك أحد في هذا المكان يمتلك هالة أقوى من هالة كايل.
'إذا واجه الشيطان السماوي أي صعوبة، فسأتدخل لمساعدته.'
لهذا السبب، لم يستطع تشوي هان معارضة كلمات كايل، ولم يكن أمامه خيار سوى التحرك بعيدًا عنه.
"……."
لكن مع ذلك، كان مستعدًا للتدخل في أي لحظة إن تعرض كايل للخطر.
المتجولة.
كانت تلك المرأة فريسته.
كوووم!
في تلك اللحظة، اهتزت الأرض مجددًا.
حول تشوي هان نظره لساحة القتال للحظة.
رغم أن الناس كانوا يفرون، إلا أن القتال لم ينتهِ بعد.
"يبدو أن عليّ الإمساك بك."
ابتسمت المتجولة، سوهي، وهي تمد يدها نحو الشيطان السماوي.
تشكل في يدها خط أبيض، بدا أشبه بسيف حاد.
كيييييي—
شقّ صوت مرعب الهواء، متزامنًا مع اندفاع الخط الأبيض نحو الشيطان السماوي
كان يحمل معه شعورًا واضحًا بالموت.
"ها، هاههههه—"
نظر الشيطان السماوي إلى الخط و بدأ يضحك.
عندها، أدار تشوي هان بصره بعيدًا، وتمتم بصوت منخفض
"...بلا شك، إنه مجنون تمامًا"
بالطبع، كان يقصد الشيطان السماوي.
لكن، علي نحو غريب، ارتسمت على شفتي تشوي هان ابتسامة خافتة.
"أظن أنني بدأت أفهم."
لم يكن هناك أحد ليسمع ما الذي أدركه، ولم يُتح لتشوي هان الفرصة ليخبر أحدًا به.
سووش!
بدأ بالتحرك بلا توقف مع سيفه، قاطعًا كل الخطوط البيضاء، مانعًا إياها من احتجاز الناس.
"هاهاها—"
تلاشى ذلك الشعور بالملل الذي كان يحيط بالشيطان السماوي، وحلّ مكانه استمتاع خالص جعله يضحك بحرارة.
وووو— ووو—
تقدم الخط الأبيض نحوه بلا تردد، غير مكترثٍ بالهالة القرمزية القاتمة التي تحيط به.
تطلع الشيطان السماوي إلى ذلك الخط بهدوء، ثم لمح من خلفه سوهي، التي كانت تقف هناك بصمت.
ابتسامة خبيثة~
كانت سوهي تبتسم.
منذ أن استدعت الخط الأبيض، أصبحت هالتها أشبه ببحرٍ ساكنٍ بلا حدود— ثابتة بلا اهتزاز، ممتدة بلا نهاية.
كيييييي—
وسط السكون كان ذلك الصوت الغريب الذي يشبه البكاء، يجعلها تبدو كيانًا غير بشري، بعيدًا عن متناول الجميع.
"ليس سهلا، أليس كذلك؟"
قالت سوهي بصوت هادئ، وما إن أنهت كلماتها—
وووو—
تجاوز الخط الأبيض الهالة القرمزية، ليصل مباشرة أمام أنف الشيطان السماوي.
أطلقت سوهِي ضحكة خفيفة.
"التفرد الذي لا يمتلك شكلاً… لا قيمة له."
مدّ الشيطان السماوي يده، ولامست هالته القرمزية الداكنة الخط الأبيض.
تشويييك—
و مع صوت الاحتراق، تراجعت الهالة القرمزية الداكنة قليلًا.
اختفت الابتسامة عن شفتي الشيطان السماوي، بينما ازدادت ابتسامة سوهِي اتساعا.
كووااانغ!-
في اللحظة التي حاولت فيها يد الشيطان السماوي المشبعة بالطاقة القرمزية الإمساك بالخط الأبيض—
"همم."
بفعل القوة العنيفة التي دفعت يده، تراجع جسد الشيطان السماوي تلقائيًا.
"……."
نظر الشيطان السماوي إلى قدميه اللتين تراجعتا إلى الوراء. [* شكله راح يقطعهم]
"هوهو—"
ضحكت سوهِي بخفة ثم حرّكت يدها، فتحرك الخط الأبيض بشكل طبيعي متبعًا إياها، كما لو كان جزءًا منها.
كييييي!
اندفع الخط الأبيض عبر الهواء بسرعة الضوء، ليُطبق على معصم الشيطان السماوي
سسس—
كما لو أن عنكبوتًا قد أسر فريسته في شباكه.
ثم بدأ في التسلق، وسرعان ما التف الخط الأبيض حول ذراع الشيطان السماوي كضمادة مشدودة.
تمامًا كما لو أن عنكبوتًا يحيط فريسته داخل شرنقته.
"……."
كان الشيطان السماوي لا يزال يحدق في قدميه اللتين تراجعتا للخلف.
"توقفت عن الحركة؟"
لم تتمكن سوهي من إخفاء ابتسامتها.
"آه—"
رفعت سوهي رأسها للأعلى.
و من بين الخطوط البيضاء، رأت السماء.
عما قريب، سيكون محاصرًا داخل شرنقتها في السماء.
"كان يجب عليّ قتلهم جميعًا بهذه الطريقة منذ البداية."
لقد أضعت وقتًا طويلًا في تحركات غير ضرورية و معقدة جدا.
كان يجب أن أتصرف بهذه الطريقة منذ البداية.
"حينها، كان الإزعاج سيقل."
"صحيح."
"! "
توقفت سوهي فجأة.
اخفضت رأسها.
كان كيم هاي إيل لا يزال ينظر للأسفل.
لكن بلا شك، من قال تلك الكلمة لم يكن هي، بل الشيطان السماوي.
مرة أخرى، تردد صوته في المكان.
"صحيح. بفضلك تقلّصت الأمور المزعجة."
ضيّقت سوهي عينيها بحدة.
"ماذا قلت...؟"
ما الذي يقوله هذا اللعين الآن؟
كان فضولها بشأن هويته هو الشيء الوحيد الذي يمنعها من قتله على الفور.
لكن مظهره المتغطرس بطريقة غامضة جعل عينيها تضطربان بحدة.
ثم أجاب الشيطان السماوي بصوت هادئ
"ليس بالأمر الكبير."
رفع رأسه،
رفع رأسه، وكانت على شفتيه ابتسامة هادئة.
"أنا فقط أقول لكِ، شكرًا."
"…ماذا؟"
توقفت سوهي في منتصف سؤالها، فجأة.
رفعت رأسها.
اخترق صوت الشيطان السماوي مسامعها.
"بفضلك، أدركت كيف أستخدم هذه القوة. أنا ممتنٌّ لكِ حقًا."
لم يكن بالإمكان وصف صوته سوى بأنه هادئ بشكل لا يصدق.
"التفرد، هاه—"
التفرد.
"اصنع شكلك الخاص—"
لقد كانت نصيحة ممتازة.
في محلها تماما.
كان تشوي هان هو أول من رأى شكل هذه القوة، لكن...
'التفرد والشكل.'
بمجرد أن رآها، أدرك الإجابة علي الفور.
"كيم هاي إيل—"
الرجل الذي يتحكم بالطبيعة ذاتها.
لا، بل كايل هينيتوس.
مقارنةً بسوهي التي أمامه، كانت قوته أقرب إلى "الإله".
آه.
لقد رأى الجواب.
وجد الشيطان السماوي طريقًا يتجاوز تشوي هان.
'بهذه الهالة، يمكنني فعل شيء كهذا؟'
لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً ليجد الشيطان السماوي الجواب.
نظر الشيطان السماوي إلى قدميه التي تراجعت وفكر.
لا يمكنني التراجع.
لماذا؟
لأنني...
أنا سماء الشياطين.
"صحيح."
أنا،
"أنا السماء."
إله الشياطين وسماؤهم.
"مستحيل..."
كانت عينا سوهي، التي كانت تحدق في السماء، ترتجفتان.
و في نفس تلك اللحظة، توقّف تشوي هان عن التلويح سيفه ونظر إلى الأعلى.
"كما توقعت، لقد أدركت الامر أيضًا."
لكن...
"هذه المرة، كنتُ متأخرًا قليلًا."
ارتسمت على شفتي تشوي هان ابتسامة تحمل روح التحدي و التنافس.
"هاه!"
في تلك اللحظة، أدرك ولي العهد البيرو بوضوح، ولأول مرة، المسافة التي بينه و بين طريق كلٍّ من تشوي هان والشيطان السماوي، المسافة التي لا يستطيع بلوغها.
حينها اشتعلت عيناه بشغف غريب—
- كايل.
سمع كايل صوت سوبر روك بينما كان ينظر إلى السماء.
- انها ليست قوة سماء، بل إنها... الغيوم.
كان صوت سوبر روك مليئًا بالإعجاب والدهشة.
- غيوم تكفي لتغطية السماء.
غارقًا في مشاعر قوية، تحدث سوبر روك بعد فترة طويلة.
- ...إنها ولادة قوة قديمة!
في الأعلى، كان يوجد شبكة العنكبوت المصنوعة من الخطوط البيضاء.
لكن وراءها، كانت السماء الحقيقية تتموج.
تجمعت الغيوم، وتحولت تدريجيًا إلى لون قرمزي داكن.
ثم بدأت تتحرك.
كما لو أن وحشًا مفترسًا يستيقظ من سباته، يمدد جسده المتشنج بعد خمول طويل.
"هاه، يا له من أمر جنوني."
نظر كايل بدهشة إلى الشيطان السماوي.
ابتسامة~
لكن الشيطان السماوي كان قد سبقه بالفعل، ونظر إليه، ثم ابتسم له للحظة قبل أن يشيح بوجهه.
ثم حرّك يده.
"أوه!"
خفضت سوهي رأسها و نظرت إلى الأسفل.
قدماها... تحركتا خطوة إلى الأمام.
رفعت نظرها إلى الأمام، فرأت الشيطان السماوي ممسكًا بالخط الأبيض الذي كان يلتف حول يده، ويسحبها نحوه.
"...أيها اللعين—"
عضّت سوهي شفتيها بقوة لكنها لم تستطع التحرك بسهولة.
ووووو—
بدأت السماء، لا، بل الغيوم، تُطلق هديرًا أشبه بالبكاء.
غُطت السماء بغيومٌ قرمزية داكنة، كانت ساحرة ومرعبة في آنٍ واحد.
لقد كانت السماء التي خلقها الشيطان السماوي.
.
.
.